فملاؤوا قِرَبهم. وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ ونافع بن هلال فكفّوهم ، ثمّ انصرفوا إلى رحالَهم ، فقالوا : إمضوا ، ووقفوا دونهم. فعطف عليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه واطَّردوا قليلاً ... وجاءً أصحاب حسين بالقِرَب فأدخلوها عليه (١).
قال الخوارزمي : فلمّا اشتدّ العطش بالحسين وأصحابه ، دعا أخاه العبّاس وضمّ إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، وبعث معهم عشرين قربة ، في جوف اللّيل حتى دنوا من الفرات ، فقال عمرو بن الحجّاج : من هذا؟ فقال له نافع بن هلال (٢) الجمليّ : أنا ابن عمٍّ لك من أصحاب الحسين ، فصاح هلال بأصحابه ، فدخلوا الفرات وصاح عمرو بأصحابه : ليمنعوا ؛ فاقتتل القوم على الماء قتالاً شديداً ، ....
ثمّ رجع القوم إلى معسكرهم بالماء ، فشرب الحسين ومن كان معه.
ولقّب العبّاس ، يومئذٍ السّقّاء (٣).
العبّاس هو السقّاء :
وهكذا كان العَبّاسُ هُو الرائدُ لمُهمّة «السقاية» فحازَ شرفَها العتيد ،
__________________
(١) الطبري ، التاريخ (٥ / ٤١٢ ـ ٤١٣) وانظر : ابن أعثم ، الفتوح (٥ / ١٦٢ ـ ١٦٤) ومقاتل الطالبيّين ، (ص ١١٧) والكامل لابن الأثير (٤ / ٥٣ ـ ٥٤).
(٢) كذا الصواب ، وكان في المصدر : «هلال بن نافع» وقد ورد ـ أيضاً ـ مقلوباً في مصادر أخرى ، فيصححّ.
(٣) الخوارزمي ، مقتل الحسين ، (١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥).