ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، مع كلّ رجل قربة حتّى يأتوا الماء ، فيحاربوا من حال بينهم وبينه.
فمضى العبّاسُ نحو الماء ، وأمامهم نافع بن هلال حتّى دَنَوا من الشريعة ، فمنعهم عمرو بن الحجّاج ، فجالدهم العبّاسُ بن عليّ الشريعة بمن معه حتّى أزالوهم عنها ، واقتحم رجّاله الحسين الماء ، فملأوا قِربَهم ، ووقف العبّاس في أصحابه يذُبّون عنهم حتّى أوصلوا الماء إلى عسكر الحسين (١).
قال حميد بن مسلم : ولمّا اشتدَّ على الحسين وأصحابه العطشُ دعا العبّاسَ بن عليّ بن أبي طالب أخاه ، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، وبعث معهم بعشرين قِربة ، فجاءوا حتّى دنَوا من الماء ليلاً واستقدم أمامهم باللّواء نافع بن هلال الجمليّ.
فقال عمرو بن الحجّاج الزّبيديّ : مَنِ الرجل؟ ما جاء بك؟
قال : جئنا نشرب من هذا الماء الّذي حلأتمونا عنه ؛ قال : فاشربْ هنيئاً.
قال : لا والله ، لا أشرب منه قطرةً وحسينٌ عطشان ومن ترى من أصحابه ، فطَلَعوا عليه.
فقال : ... إنّما وُضِعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء.
فلمّا دنا منه أصحابه ، قال لرجاله : إملاؤوا قِرَبكم ، فشدّ الرجّالة
__________________
(١) الدينوري ، الأخبار الطوال ، (ص ٢٥٥). وانظر الكامل لابن الأثير (٤ / ٥٣ ـ ٥٤).