جلاوزة ابن زياد ، أمير الكوفة للأمويين.
وقد ذكر التاريخ عنه ، أنّه بعد أسره : جلس على باب القصر ، رأى جرّةً فيها ماءٌ باردٌ ، فقال : «اسقوني من هذا الماء».
فقال له مسلم بن عمرو الباهلي : أتراها ، ما أبردها! واللهِ ، لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم!
فقال له ابن عقيل : من أنت؟
قال : أنا مَنْ عرف الحقَ إذ تركتَهُ! ونَصَحَ الأُمّةَ والإمام إذ غَشَشْتَهُ ، وسَمِعَ وأطاعَ إذْ عَصَيْتَهُ! أنا مسلم بن عمرو.
فقال له ابن عقيل : لأُمّك الثكل ، ما أجفاك! وأفَظَّك! وأقسى قلبكَ! وأَغلظكَ! أنتَ يابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنّم ، منّي.
فدعا عُمارة بن عُقْبة بماء بارد ، فصُبّ له في قدحٍ ، فأخذ ليشربَ فامتلأ القدح دماً ، ففعل ذلك ثلاثاً ، فقال : لو كان من الرزق المقسوم ؛ شربتُهُ (١).
وفي الكوفة وعلى مقربة من كربلاء ، وقبل مأساة كربلاء ، كان مسلم ابن عقيل يُعاني ما سيُعانيه الحسين وأصحابه بعد مدّة ، من جفوة أتباع الظلمة وفظاظتهم وقسوة قلوبهم وغلظة طباعهم ، حيث يمنعون رجلاً أسيراً من «شربة ماء».
__________________
الكامل لابن الأثير (٤ / ٣٤).