النَبِيّ صلى الله عليه وآله حيث كان : «صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدرٍ وفي كلّ مشهد» (١). وهو «الحامل لواء الحمد يوم القيامة» (٢).
قال عليه السلام : «ورايتكم فلا تُميلُوها ولا تُخلُوها ، ولا تجعلُوها إلاّ بأيدي شجعانكم والمانعين الذِمار منكم ، فإنّ الصابرينَ على نُزول الحقائق هُم الّذين يَحُفُّون بِراياتهم ، ويَكْتَنِفُونَها حَفافَيها ، ووراءَها ، وأمَامَها ، لا يَتأخَّرُون عنها فيُسلِمُوها ، ولا يتقدّمون عنها فيُفرِدُوها» (٣).
فالرايةُ هي مدارُ الحرب ومحور المحاربين ، وقيامها واعتدالها دليلٌ على قيامهم واعتدال أمرهم ، واستمرار رفرفتها إعلامٌ عن تحرّكهم واستعدادهم المُستمرّ.
كما أعلن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام عن عظمة حامل اللواء : بوصفه بالشجاعة وحماية الذمار.
ومَنْ أجدرُ من العَبّاس عليه السلام بهذه الصفات في تلك العرصات!؟.
وقد أثبتَ الإمام الحسين عليه السلام لأخيه هذه العظمةَ وهذا الشأنَ :
قالوا : وعبّأ الحسين عليه السلام أصحابه ... ودفع الراية إلى أخيه العبّاس بن عليّ (٤).
__________________
(١) الاستيعاب لابن عَبْد البَرّ القرطبي (٣ / ٣٨) وتاريخ بغداد للخطيب (٢ / ٣٧٧) وأُسد الغابة لابن الأثير (٤ / ٢٢) وتاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ٣٥٣).
(٢) انظر مناقب أمير المؤمنين عليه السلام للكوفي (١ / ٢٣٨ رقم ١٥٢) وكنز العمال (١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧) (الخطيب والرافعي عن عليّ).
(٣) نهج البلاغة ـ ط صبحي الصالح ـ الخطبة (١٢٤) ص ١٨٠ من الطبعة الأُولى.
(٤) الأخبار الطوال (ص ٢٥٦) ومقاتل الطالبيين (ص ٩٠).