حيث يقام السبي ، وإذا شيخ أقبل حتى إذا دنا منهم ، قال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم ، وأراح العباد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم.
فقال له علي بن الحسين : «يا شيخ! هل قرأت القرآن»؟ قال : نعم! قال : «هل قرأت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)»؟ الشورى / ٢٣ ، قال الشيخ : قرأتها! قال : «فنحن القربى يا شيخ! وهل قرأت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»؟ الاحزاب / ٣٣ ، قال : نعم ، قال : «فنحن أهل البيت الذي خصصنا بآية الطهارة» ، فبقي الشيخ ساكتا ساعة ، نادما على ما تكلّم به ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، فقال : اللهمّ! إني أتوب إليك من بغض هؤلاء ، وإني أبرأ إليك من عدوّ محمد وآل محمد من الجن والإنس.
ثمّ اتي بهم حتى ادخلوا على يزيد ، قيل : إنّ أول من دخل شمر بن ذي الجوشن بعلي بن الحسين ، مغلولة يداه إلى عنقه ، فقال له يزيد : من أنت يا غلام؟ قال : أنا عليّ بن الحسين ، فأمر برفع الغل عنه.
وروي : عن فاطمة بنت الحسين ، أنها قالت : لما ادخلنا على يزيد ، ساءه ما رأى من سوء حالنا ، وظهر ذلك في وجهه ، فقال لعن الله : ابن مرجانة ؛ وابن سميّة ، لو كان بينه وبينكم قرابة ما صنع بكم هذا؟ وما بعث بكن هكذا؟ قالت : فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر ، وقال له : يا أمير المؤمنين! هب لي هذه الجارية! يعنيني ، قالت : وكنت جارية وضيئة ، فارتعدت وفرقت ، وظننت أنّ ذلك يجوز لهم ، فأخذت بثياب اختي وعمتي زينب ، فقالت عمتي : كذبت ، والله ، ولؤمت! ما ذلك لك ولا له ، فغضب يزيد ، وقال : بل أنت كذبت أنّ ذلك لي ، ولو شئت فعلته ، فقالت : كلا ، والله! ما جعل الله لك ذلك ، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين