من ذابّ يذب عن حرم رسول الله فبكت النساء وكثر صراخهنّ. وسمع الانصاريان سعد بن الحارث وأخوه ابو الحتوف استنصار الحسين ، واستغاثته وبكاء عياله وكانا مع ابن سعد فما لا بسيفهما على أعداء الحسين وقاتلا حتى قتلا (١).
٧ ـ عنه ، أخذ أصحاب الحسين بعد أن قلّ عددهم وبان النقص فيهم ، يبرز الرجل بعد الرجل ، فأكثروا القتل فى أهل الكوفة فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه : أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المصر ، وأهل البصائر ، وقوما مستميتين لا يبرز إليهم أحد منكم الا قتلوه على قلتهم ، والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأى ما رأيت أرسل فى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم ولو خرجتم إليهم وحدانا لآتوا عليكم.
ثم حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة الحسين ، فثبتوا له وجثوا على الركب ، وأشرعوا الرماح ، فلم تقدم الخيل ، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل ، فصرعوا رجالا وجرحوا آخرين ، وكان عمرو بن الحجاج يقول لاصحابه : قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة ، فصاح الحسين : ويحك يا حجاج أعليّ تحرض الناس أنحن مرقنا من الدين وأنت تقيم عليه ستعلمون اذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولى بصلى النار (٢)
٨ ـ عنه ، التفت أبو ثمامة الصائدى الى الشمس قد زالت فقال للحسين : نفسى لك الفداء انى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك ، وأحب أن ألقى الله وقد صلّيت هذه الصلاة الّتي دنا وقتها ، فرفع الحسين رأسه الى السماء وقال : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلّين ، الذاكرين نعم هذا أوّل وقتها
__________________
(١) مقتل الحسين : ٢٧٠.
(٢) مقتل الحسين : ٢٧١.