أشهد أنّ الجهاد معك جهاد وأنّ الحقّ معك وإليك وأنت أهله ومعدنه وميراث النبوّة عندك وعند أهل بيتك وأشهد أنّك قد بلغت ونصحت ووفيت وجاهدت فى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومضيت للذى كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشهودا ، فصلّى الله عليك وسلم تسليما أشهد أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهر طهرت وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك.
أشهد أنّك أمرت بالقسط والعدل ودعوت إليهما وأشهد أن أمّة قتلتك شرار خلق الله وكفرته وانّى استشفع بك إلى الله ربّك وربّى من جميع ذنوبى وأتوجّه بك الى الله فى جميع حوائجى ورغبتى فى أمر آخرتى ودنياى.
ثم ضع خدّك الأيمن على القبر وقل : اللهم إنّى أسألك بحقّ هذا القبر ومن فيه ، وبحقّ هذه القبور ، ومن أسكنتها أن تكتب اسمى عندك فى أسمائهم ، حتّى توردنى مواردهم وتصدرنى مصادرهم إنك على كلّ شيء قدير.
تقول : ربّ أفحمتنى ذنوبى وقطعت مقالتى ، فلا حجة لى ولا عذر لى ، فانا المقرّ بذنبى الأسير ببليّتى ، المرتهن بعملى ، المتجلّد فى خطيئتى ، المتحيّر عن قصدى ، المنقطع بى ، قد أوقفت نفسى يا ربّ موقف الأشقياء الاذلّاء ، المذنبين المجترئين عليك ، المستخفين بوعيدك ، يا سبحانك أىّ جرأة عليك وأىّ تغرير غررت بنفسى وأىّ سكرة أوبقتنى وأىّ غفلة أعطبتنى ، ما كان أقبح سوء نظرى وأوحش فعلى يا سيّدى.
فارحم كبوتى لحرّ وجهى وزلّة قدمي وتعفيرى فى التراب خدّى وندامتى على ما فرط منّى ، وأقلنى عثرتى وارحم صراخى وعبرتى واقبل معذرتى وعد بحلمك على جهلى ، وبإحسانك على خطيئاتى ، وبعفوك علىّ ، ربّ أشكو إليك قساوة قلبى وضعف عملى فامنح بمسألتى فانا المقرّ بذنبى المعترف بخطيئتى وهذه يدى وناصيتى.