به حتى تقشرت وجوههم وكانوا مدة إقامتهم فى البلد المشار إليه ينوحون على الحسين عليهالسلام ، قالت سكينة فلما كان فى اليوم الرابع من مقامنا رأيت فى المنام رؤيا وذكرت مناما طويلا تقول فى آخره رأيت امرأة راكبة فى هودج ويدها موضوعة على رأسها فسئلت عنها فقيل لى فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله أمّ أبيك.
فقلت والله لأنطلقن إليها ولأخبرن ما صنع بنا فسعيت مبادرة نحوها حتى لحقت بها ، فوقفت بين يديها أبكى وأقول يا اماه جحدوا والله حقنا يا اماه بدّدوا والله شملنا يا أماه استباحوا والله حريمنا ، يا اماه قتلوا والله الحسين عليهالسلام أبانا فقالت لى كفّى صوتك يا سكينة فقد قطعت نياط قلبى هذا قميص أبيك الحسين عليهالسلام لا يفارقنى حتى ألقى الله به (١).
١٥ ـ عنه روى ابن لهيعة عن أبى الأسود محمّد بن عبد الرحمن ، قال لقينى رأس الجالوت فقال والله ان بينى وبين داود لسبعين أبا وان اليهود تلقانى فتعظّمنى وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبنيه الا اب واحد قتلتم ولده (٢).
١٦ ـ عنه روى عن زين العابدين عليهالسلام قال لما أتى برأس الحسين عليهالسلام الى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتى برأس الحسين عليهالسلام ويضعه بين يديه ويشرف عليه فحضر ذات يوم فى مجلسه رسول ملك الروم وكان من أشراف الروم وعظمائهم فقال يا ملك العرب هذا رأس من فقال له يزيد مالك ولهذا الرأس فقال : انّى إذا رجعت الى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته فأحببت ان أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتّى يشاركك فى الفرح والسرور.
فقال يزيد عليه اللعنة هذا رأس الحسين بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، فقال الرومى ومن أمه فقال فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال النصرانى أف لك ولدينك لى دين أحسن من دينكم إنّ أبى من حوافد داود عليهالسلام ، وبينى وبينه آباء
__________________
(١) اللهوف : ٧٦ ـ ٨٢.
(٢) اللهوف : ٨٣.