فقال على بن الحسين عليهماالسلام تالله إنّا لنحن هم من غير شكّ وحقّ جدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله انا لنحن هم فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم أنّا نبرأ إليك من عدوّ آل محمّد صلىاللهعليهوآله من جنّ وانس ، ثمّ قال : هل لى توبة فقال له نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا ، فقال : أنا تائب فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل.
قال الراوى ثم ادخل ثقل الحسين عليهالسلام ونسائه ومن تخلف من أهل بيته على يزيد بن معاوية لعنهما الله ، وهم مقرنون فى الحبال ، فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال على بن الحسين عليهالسلام : انشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله صلىاللهعليهوآله لو رآنا على هذه الصفة ، فامر يزيد بالحبال فقطعت ، ثم وضع رأس الحسين عليهالسلام بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه فرآه على بن الحسين عليهماالسلام فلم يأكل بعد ذلك أبدا وأمّا زينب فانّها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ثمّ نادت بصوت حزين يفزع القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى.
قال الراوى فأبكت والله كلّ من كان فى المجلس ويزيد عليه لعائن الله ساكت ، ثمّ جعلت امرأة من بنى هاشم كانت فى دار يزيد لعنه الله تندب على الحسين عليهالسلام وتنادى يا حبيباه اى سيد أهل بيتاه يا ابن محمّد يا ربيع الأرامل واليتامى ، يا قتيل أولاد الأدعياء.
قال الراوى فأبكت كلّ من سمعها ثمّ دعا يزيد عليه اللعنة بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين فأقبل عليه أبو برزة الأسلمى وقال ويحك يا يزيد أتنكت بقضيبك ثغر الحسين عليهالسلام ابن فاطمة صلوات الله عليها أشهد لقد رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن عليهماالسلام ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعدّ له جهنم وسائت مصيرا ، قال الراوى فغضب