من هؤلاء القوم الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته (١).
٨٥ ـ قال الفتال : ثمّ جلس الحسين عليهالسلام امام الفسطاط ، فأتى بابنه عبد الله بن الحسين عليهالسلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد فذبحه فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه ، فلمّا ملأ كفه صبّه فى الأرض (٢).
٨٦ ـ قال ابن شهرآشوب : فبقى الحسين عليهالسلام وحيدا فى حجره علىّ الأصغر ، فرمى إليه بسهم ، فأصاب حلقه فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل (٣).
٨٧ ـ قال ابن طاوس : لمّا رأى الحسين عليهالسلام مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى هل من ذابّ يذب عن حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله فى إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب ناولينى ولدى الصغير حتّى أودّعه فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن الكاهل الاسدى لعنه الله تعالى ، بسهم فوقع فى نحره فذبحه فقال لزينب خذيه ، ثمّ تلقى الدم بكفيه ، فلمّا امتلأ فارمى بالدم نحو السماء ، ثمّ قال هون علىّ ما نزل بى إنّه بعين الله(٤).
٨٨ ـ عنه قال الباقر عليهالسلام فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الارض (٥).
٨٩ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لى أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بنى أسد دما ، قال : قلت : فما ذنبى أنا فى ذلك رحمك الله يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : أتى الحسين بصبىّ له ، فهو فى
__________________
(١) الارشاد ٢٢٤.
(٢) روضة الواعظين : ١٦١.
(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٢.
(٤) اللهوف : ٥٠.
(٥) اللهوف : ٥٠.