٢٦ ـ عنه ، عن الرضا عليهالسلام ، قال : هبط على الحسين عليهالسلام ملك وقد شكا إليه أصحاب العطش ، فقال : إنّ الله تعالى يقرئك السلام ويقول : هل لك من حاجة؟ فقال الحسين عليهالسلام : هو السلام ومن ربّى السلام ، وقال : قد شكا الىّ أصحابى ـ ما هو أعلم به منّى ـ من العطش. فأوحى الله تعالى الى الملك : قل للحسين : خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يرووا ، فخطّ الحسين بإصبعه السبابة فجرى نهرا أبيض من اللّبن وأحلى من العسل.
فشرب منه هو وأصحابه ، فقال الملك : يا ابن رسول الله ، تأذن لى أن أشرب منه ، فانّه لكم خاصة وهو الرحيق المختوم الذي (خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ). فقال الحسين عليهالسلام : إن كنت تحبّ أن تشرب منه فدونك وقد كتبت الحديثين من الجزء السادس والثمانين من كتاب (البستان) من تصنيف محمّد بن أحمد ابن على بن الحسين بن شاذان (١).
ثمّ قال الحسن عليهالسلام للحسين عليهالسلام : أتدري ما مثلنا الليلة؟ انّى سمعت رسول الله وهو يقول : انّ مثلكما مثل يونس بن متى إذ أخرجه الله من بطن الحوت فألقاه الله على جنب البحر ، وأنبت عليه شجرة من يقطين ، وأخرج له عينا من تحتها ، فكان يأكل من اليقطين ، ويشرب من ماء العين.
فاخرج الله تعالى لنا الليلة عينا من ماء ؛ وسمعت جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول : أمّا العين فهى لكم ، وأمّا اليقطين فأنتم عنه أغنياء ، وقال الله تعالى فى يونس (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ). وأمّا نحن فسيحتج الله بنا على أكثر من ذلك ، يمتّعون الى حين (٢).
٢٧ ـ الراوندى باسناده ، عن أبى خالد الكابلى ، عن يحيى ابن أمّ الطويل قال :
__________________
(١) الثاقب فى المناقب : ٣٢٧.
(٢) الثاقب فى المناقب : ٣٢٨.