والبة يقال لها : حبابة الوالبية قد احتزّ وجهها من السّجود ، فقال عباية : يا حبابة ، هذا ابن أخيك قالت عليهالسلام اىّ أخ؟ قال : صالح بن ميثم.
قالت : ابن أخى والله حقّا ، يا ابن اخى ، ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين ابن على عليهماالسلام؟ قلت : بلى يا عمّة قالت : كنت زوّارة للحسين عليهالسلام ، فحدث بين عينى وضح ، فشق ذلك علىّ ، واحتبست عنه أيّاما ، فسأل عنّى : ما فعلت حبابة الوالبية ، فقالوا : إنّها حدث بها وضح بين عينيها ، فقال لأصحابه : قوموا بنا فقام حتّى دخل علىّ وأنا فى مسجدى هذا.
فقال : يا حبابة ، ما الذي أبطأ بك علىّ؟ فقلت : يا ابن رسول الله ، ما ذاك الذي منعنى إلّا وضح حدث بين عينى ، فكرهت اتيانك فنظر الىّ فكشفت القناع ، وتفل عليه ، فقال : يا حبابة ، احدثى لله شكرا ، فانّ الله قدد رأه عنك ، قالت : فخررت ساجدة لله تعالى ، وقال : يا حبابة ، ارفعى رأسك وانظرى فى مرآتك قالت فرفعت رأسى ونظرت فى المرآة ، فلم أحسّ منه شيئا ، فحمدت الله تعالى ، فنظر الىّ وقال : يا حبابة ، نحن وشيعتنا على الفطرة ، وسائر الناس منه براء (١).
٢٥ ـ عنه باسناده عن محمّد بن سنان ، قال : سئل علىّ بن موسى الرضا عليهماالسلام عن الحسين بن على عليهماالسلام ، وأنّه قتل عطشانا ، قال : من أين ذلك؟! وقد بعث الله تعالى إليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة ، هبطوا إليه وقالوا له : الله ورسوله يقرءان عليك السلام ، ويقولان اختر إن شئت إمّا تختار الدنيا بأسرها وما فيها ونمكنك من كلّ عدوّ لك ، أو الرفع إلينا.
فقال الحسين عليهالسلام : على الله وعلى رسول الله السلام؟ بل الرفع إليه. ودفعوا إليه شربة من الماء فشربها ، فقالوا له : أما إنّك لا تظمأ بعدها أبدا (٢)
__________________
(١) الثاقب فى المناقب : ٣٢٤
(٢) الثاقب فى المناقب : ٣٢٧.