المسألة الثانية ـ المعنى ما ألزم نفسي ما لا يلزمني ، ولا ألزمكم ما لا يلزمكم ، وما جئتكم باختياري دون أن أرسلت إليكم.
المسألة الثالثة ـ أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري ، أخبرنا الدّارقطنيّ ، حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي ، حدثنا علىّ بن الحسن بن هارون البلدي ، حدثنا إسماعيل بن الحسن الحراني ، أخبرنا أيوب بن خالد الحراني ، حدثنا محمد بن علوان ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فسار ليلا ، فمرّ على رجل جالس عند مقراة (١) له ، فقال له عمر: يا صاحب المقراة ، ولغت السباع الليلة في مقراتك. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: يا صاحب المقراة ، لا تخبره ، هذا (٢) متكلّف لها ما حملت في بطونها ، ولنا ما بقي شراب وطهور. وهذا بيان سؤال عن ورود الحوض السباع ، فإن كان ممكنا غالبا لا يحتاج إليه ، وإنما يعوّل على حال الماء في لونه وطعمه وريحه ، فلا ينبغي لأحد أن يسأل ما يكسبه في دينه شكّا أو إشكالا في عمله ، ولهذا قلنا لكم : إذا جاء السائل عن مسألة فوجدتم له مخلصا فيها فلا تسألوه عن شيء ، وإن لم تجدوا له مخلصا فحينئذ فاسألوه عن تصرّف أحواله وأقواله ونيته ، عسى أن يكون له مخلص ، والله أعلم.
__________________
(١) المقراة : الحوض الذي يجتمع فيه الماء.
(٢) في ش : ذلك.