نزلت هذه الآية ، فقال له أخوها : مرني بما شئت ، فزوّجها من زيد.
والذي روى البخاري وغيره ، عن أنس ـ أن هذه الآية نزلت في شأن زينب بنت جحش ، مطلقا من غير تفسير ، زاد بعضهم أنه ساق إليها عشرة دنانير وستين درهما ، وملحفة ، ودرعا ، وخمسين مدّا من طعام ، وعشرة أمداد من تمر.
المسألة الثانية ـ في هذا نص على أنه لا تعتبر الكفاءة في الأحساب ، وإنما تعتبر في الأديان ، خلافا لمالك والشافعى والمغيرة وسحنون ، وسيأتى ذلك في سورة التحريم ، وذلك أن الموالي تزوجت في قريش ، وتزوج زيد بزينب ، وتزوّج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير ، وزوج (١) أبو حنيفة سالما من هند (٢) بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهو مولى لامرأة من الأنصار.
وفي الصحيح وغيره ، عن أبى هريرة ـ واللفظ للبخاري ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم (٣) : تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، ولدينها ، ولحسبها ، وجمالها ، فعليك بذات الدّين تربت يداك (٤).
وفيه قال سهل : مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما تقولون في هذا؟ فقالوا : هذا حرى إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، وإن قال أن يسمع. قال : ثم سكت ، فمر رجل من فقراء المساكين ، فقال : ما تقولون في هذا؟ قالوا : حرى إن خطب ألا ينكح ، وإن قال لا يسمع ، وإن شفع لا يشفع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
الآية الحادية عشرة ـ قوله تعالى (٥) : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).
__________________
(١) في م : وتزوج.
(٢) في القرطبي : من فاطمة.
(٣) صحيح مسلم : ١٠٨٦.
(٤) تربت يداك : المراد بها الحث والتحريض.
(٥) آية ٣٧.