قال علماؤنا : التسعة من الخزرج هم : أبو أمامة أسعد بن زرارة ، وسعد بن الربيع بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس ، والبراء بن معرور بن صخر ، وعبد الله بن عمرو بن حرام (١) ، وعبادة بن الصامت ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، وعمرو بن الجموح.
ومن الأوس أسيد بن الحضير ، وسعد بن خيثمة ، ورفاعة بن عبد المنذر ، ومن الناس من يعدّ فيهم أبا الهيثم بن التّيهان ؛ فجعلهم النبىّ صلى الله عليه وسلم نقباء على من كان معهم وعلى من يأتى بعدهم.
الآية التاسعة ـ قوله تعالى (٢) : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ : يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ).
قال أشهب عن مالك : هو (٣) أن يكون للرجل مسكن يأوى إليه وامرأة يتزوّجها وخادم يخدمه.
وكذلك روى عن ابن عباس ، وعبد الله بن عمر ، ومجاهد ، والحكم ، وقتادة ، زاد قتادة : كانت بنو إسرائيل أول من اتخذ الخدمة ؛ وفائدة ذلك أنّ الرجل إذا وجبت عليه كفّارة وملك دارا وخادما باعهما في الكفّارة ولم يجزه (٤) الصيام ؛ لأنه قادر على الرقبة ببيع خادمه أو داره وهو ملك ، والملوك لا يكفّرون بالصيام ولا يوصفون بالعجز عن الإعتاق.
الآية العاشرة ـ قوله تعالى (٥) : (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ ، قالَ : يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ، وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ، وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).
فيها تسع مسائل :
__________________
(١) في ل : خازم.
(٢) الآية العشرون.
(٣) هذا تفسير لقوله تعالى : (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) ـ كما في القرطبي (٦ ـ ١٢٤).
(٤) في القرطبي : ولم يجز له الصيام.
(٥) الآية الواحدة والثلاثون والثانية والثلاثون.