وأما تفسير أبى بكر الصديق فهو الذي يعمّ الأقوال كلّها ؛ لأنّ جميع الصفات موجودة فيهم.
وأما القول الرابع فصحيح وهو بعضه أيضا ، ويكون المخاطب أهل الكتاب والمنافقين.
والسادس ـ تقدّم معناه.
والسابع ـ يكون المخاطب الثمانين رجلا الذين تخلّفوا واعتذروا وكذبوا ، أمروا أن يكونوا مع الثلاثة الصادقين ؛ ويدخل هذا في جملة الصدق.
المسألة الثالثة ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) :
قد تقدمت حقيقة التقوى ، وذكر المفسرون هاهنا فيها قولين :
أحدهما ـ اختلقوا الكذب.
والثاني ـ في ترك الجهاد ، وهما بعض التقوى ، والصحيح عمومها.
المسألة الرابعة ـ في هذا دليل على أنه لا يقبل خبر الكاذب ولا شهادته.
قال مالك : لا يقبل خبر الكاذب في حديث الناس وإن صدق في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره : يقبل حديثه ، والقبول فيه مرتبة عظيمة ، وولاية لا تكون إلّا لمن كرمت خصاله ، ولا خصلة هي أشرّ من الكذب ، فهي تعزل الولايات ، وتبطل الشهادات.
الآية السادسة والأربعون ـ قوله تعالى (١) : (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
فيها ثلاث مسائل :
__________________
(١) آية ١٢٠ ، ١٢١