أن هذه النسبة قد تكون نسبة جنس كالأعرابى ، وقد تكون نسبة لسان وإن كان من الأعاجم إذا تعلّمها.
وتحقيق القول أنّ الأعراب جمع ، وهو بناء له في الواحد أمثال ، منها : فعل وفعل وفعل وفعل ، كقفل وأقفال ، وفلس وأفلاس ، وحمل وأحمال ، وجمل وأجمال ، ولم أجد عربا بكسر الفاء إلا في نوع من النبات لا يستجيب مع سائر الأبنية ، ويا ليت شعري ما الذي يمنع أن يكون الأعرابىّ منسوبا إلى الأعراب ، والعربىّ منسوبا إلى العرب ، ويكون الأعراب هم العرب. وقد قال النبىّ صلى الله عليه وسلم : يا سلمان ؛ لا تبغضني فتفارق دينك. قال : وكيف أبغضك يا رسول الله؟ قال : تبغض العرب. وقال : من غشّ العرب لم يدخل في شفاعتي. وقال : من اقتراب الساعة هلاك العرب.
وقال النبىّ صلى الله عليه وسلم : لتفرّنّ من الدجال حتى تلحقوا بالجبال. قيل : يا رسول الله ؛ فأين العرب يومئذ؟ قال : هم قليل.
وقال أيضا : سام أبو العرب ، ويافث أبو الروم ، وحام أبو الحبش.
ومن غريب هذا الاسم أنّ بناءه في التركيب للتعميم بناء الحروف في المخارج على الترتيب.
المسألة الثانية ـ وهي فائدة القول :
اعلموا ـ وفّقكم الله ـ أنّ الله تعالى علّم آدم الأسماء كلّها ، فكان مما علّم من الأسماء العرب والأعراب والعربية ، ولا نبالى كيف كانت كيفية التعليم من لدن آدم إلى الأزمنة المتقادمة قبلنا ، وقبل فساد اللغة ، فكان هذا اسم اللسان ، واسم القبيلة ، حتى بعث الله محمدا سيدها ، بل سيّد الأمم صلّى الله عليه وسلم ، فأعطى الله لها اسما شريفا ، وهو نبىّ ، رسول ... إلى سائر أسمائه حسبما بيناها في شرح الصحيح والقبس وغيره ، وأعطى من آثر دينه على أهله وماله اسما أشرف من (ع ر ب) ومن (ق ر ش) وهو (ه ج ر) ، فقال : المهاجرون ، وأعطى من آوى وناضل اسما أشرف من الذي كان وهو (ن ص ر) ، فقال : الأنصار ، وعمّهم باسم كريم شريف الموضع والمقطع ، وهو (ص ح ب) ، فقال : أصحابى ، وأعطى من