أهل مكة ، فقام سهيل بن عمرو خطيبا ، فقال : والله إنى لأعلم أن هذا الأمر سيمتدّ امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها ، فلا يغرّنكم هذا من أنفسكم ـ يعنى أبا سفيان.
وروى عنه أنه حبس على باب عمر ، فأذن لأهل بدر وصهيب ونوعه. فقال له أبو سفيان ، ومشيخة قريش : يأذن للعبيد ويذرنا! فقال سهيل بن عمرو : دعيتم فأجابوا ، وأسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشدّ عليكم من هذا الذي تنافسون فيه ؛ إلى أمثال هذا الخبر ، مما يدل على قوة البصيرة في الدين والبصر.
وأما حويطب بن عبد العزّى فلم يثبت عندي أمره ، إنما هو من مسلمة الفتح ، واستقرض منه النبىّ صلى الله عليه وسلم أربعين ألف درهم ، وصحّ دينه ويقينه.
وأما مخرمة بن نوفل بن أمية بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فأمه رقيقة بنت أبى صيفىّ ابن هاشم بن عبد مناف ، والد المسوّر بن مخرمة ، حسن إسلامه ، وهو الذي نصب أعلام الحرم لعمر مع حويطب بن عبد العزى ، وهو الذي خبأ له النبىّ صلى الله عليه وسلم القثّاء ، فقال : خبأت هذا لك ، خبأت هذا لك.
وأما عمير بن وهب بن خلف أبو أمية الجمحي فليس منهم ، مسلم حنيفى ، أما إنه كان من أشدهم عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء لقتله بما شرط له صفوان بن أمية ، فلما دخل المسجد دعاء النبىّ صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان بينه وبين صفوان ، فأسلم ، وحديثه طويل.
وأما هشام بن عمرو فلا أعرف حاله.
وأما الحارث بن هشام فكان في أول أمره كأبى جهل بن هشام ؛ وهي شنشنة أعرفها من أخزم (١) ، ومن يشبه أخاه (٢) فلم يظلم. حسن إسلامه ، وكان بالمسك ختامه.
وأما سعيد بن يربوع فهو الملقّب بالصرم ، مخزومىّ ، قال له النبىّ صلى الله عليه وسلم: أينا أكبر؟ قال : أنا أقدم منك ، وأنت أكبر وخير منى ، ولم أعلم تأليفه.
__________________
(١) الشنشنة : الطبيعة والخليفة والسجية. وكان أخزم عاقا لأبيه فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وأدموه فقال ذلك. (اللسان شنن).
(٢) في ا : ومن لم يشبه.