رشيد الأمر ذا حكم وعلم |
|
وحلم لم يكن نزقا خفيفا |
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا |
|
هو الرحمن كان بنا لطيفا (١) |
فإن يلقوا (٢) إلينا السلم نقبل |
|
ونجعلكم لنا عضدا وريفا |
وإن تأبوا نجاهدكم ونصبر |
|
ولا يك أمرنا رعشا (٣) ضعيفا |
نجالد ما بقينا أو تنيبوا |
|
إلى الإسلام إذعانا مضيفا (٤) |
نجاهد لا نبالى ما لقينا (٥) |
|
أأهلكنا التّلاد أم الطّريفا |
وكم من معشر ألبوا (٦) علينا |
|
صميم الجذم (٧) منهم والحليفا |
أتونا لا يرون لهم كفاء |
|
فجدّعنا المسامع والأنوفا |
بكلّ مهنّد لين صقيل |
|
نسوقهم به سوقا عنيفا |
لأمر الله والإسلام حتّى |
|
يقوم الدّين معتدلا حنيفا |
وتنسى اللات والعزى وودّ |
|
ونسلبها القلائد والشّنوفا |
فأمسوا قد أقرّوا واطمأنّوا |
|
ومن لا يمتنع يقتل (٨) خسوفا |
فأجابه كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير ، فقال (٩) :
من كان يبغينا يريد قتالنا |
|
فإنا بدار معلم لا نريمها |
وجدنا بها الآباء من قبل ما نرى |
|
وكانت لنا أطواؤها (١٠) وكرومها |
وقد جرّ بتنا قبل عمرو بن عامر |
|
فأخبرها ذو رأيها وحليمها (١١) |
وقد علمت أن قالت الحق أننا |
|
إذا ما أبت صعر الخدود نقيمها |
نقوّمها حتى يلين شريها |
|
ويعرف للحق المبين ظلومها |
__________________
(١) في السيرة : رءوفا. (٢) في السيرة : تلقوا.
(٣) في ا : رعنا.
(٤) في ا : مصيفا. والمضيف : الذي يشفق منه ويخاف.
(٥) في السيرة : من لقينا.
(٦) في ا : آلوا.
(٧) في ا : الحزم. والمثبت من السيرة.
(٨) في السيرة : يقبل.
(٩) سيرة ابن هشام : ٤ ـ ١٢٥
(١٠) في ا : أطوارها. والأطواء جمع طوى ، وهي البئر. ويروى : أطوادها ـ بالدل ـ جمع طود ، وهو الجبل.
(١١) في ا : وحميلها.