الآية العاشرة ـ قوله تعالى (١) : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ).
فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا) :
هذا بيان فضل الجهاد ، وإشارة إلى راحة النفس وعلاقتها بالأهل والمال.
وقال المفسرون : هذه الآية في بيان حال من ترك الهجرة ، وآثر البقاء مع الأهل والمال.
وفي الحديث الصحيح : إنّ الشيطان قعد لابن آدم ثلاثة مقاعد :
قعد له في طريق الإسلام ، فقال : أتذر دينك ودين آبائك وتسلم. فخالفه وأسلم.
وقعد له في طريق الهجرة ، فقال له : أتذر أهلك ومالك فتهاجر ، فخالفه ثم هاجر.
وقعد له في طريق الجهاد ، فقال له : تجاهد فتقتل ، وتنكح أهلك ، ويقسم مالك ، فخالفه فجاهد فقتل.
فحقّ على الله أن يدخله الجنة.
المسألة الثانية ـ العشيرة : الجماعة التي تبلغ عقد العشرة ، فما زاد. ومنه المعاشرة ، وهي الاجتماع على الأمر بالعزم الكثير.
وقوله : (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) ؛ أى اقتطعتموها من غيرها.
والكساد : نقصان القيمة ، وقد تقدّم حديث أبى هريرة في الصحيح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : غزا نبىّ من الأنبياء فقال : لا يتبعني رجل تزوّج امرأة ولما بين بها ، أو بنى دارا ولم يسكنها ... الحديث.
__________________
(١) الآية الرابعة والعشرون.