من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلّا كتب الله له عدد ما أكلت حسنات ، وكتب له أرواثها وأبوالها حسنات ، ولا يقطع طوالها فتستنّ شرفا أو شرفين (١) إلا كتب الله له ذلك حسنات ، ولا مرّ بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلّا كتب الله له عدد ما شربت حسنات.
وروى البخاري ومسلم عن جابر (٢) بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوى ناصية فرس بإصبعيه ؛ وهو يقول : الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة.
وثبت عن أنس أنه قال : لم يكن شيء أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل. خرجه النسائي.
المسألة الخامسة ـ المستحبّ من رباط الخيل الإناث قبل الذكور ؛ قاله عكرمة وجماعة ، وهذا صحيح ، فإنّ الأنثى بطنها كنز ، وظهرها عزّ. وفرس جبريل أنثى.
المسألة السادسة ـ يستحبّ من الخيل ما روى أبو وهب الجشمي وكانت له صحبة ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بكل كميت أغرّ محجّل ، أو أدهم أغرّ محجل ، أو أشقر أغرّ محجّل.
خرجه أبو داود والنسائي.
وروى الترمذي ، عن أبى قتادة ـ أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال (٣) : خير الخيل الأدهم الأقرح المحجّل الأرثم (٤) ، ثم الأقرح المحجّل طلق اليمين (٥) ، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الهيئة (٦).
المسألة السابعة ـ روى مسلم والنسائي أنه يكره الشّكال (٧) من الخيل.
__________________
(١) استنت : جرت وعدت. والشرف : هو العالي من الأرض. وقيل : المراد هنا طلقا أو طلقين. وقال ابن الأثير : الشرف هو الشوط.
(٢) في ل : جرير بن عبد الله.
(٣) ابن ماجة : ٩٣٣
(٤) الأرثم : الذي أنفه أبيض وشفته العليا. والأقرح : هو ما كان في جبهته قرحة ـ بالضم ـ وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة (اللسان).
(٥) في اللسان : طلق اليمنى : ليس فيها من البياض شيء ، والمحجل الثلاث : التي فيها بياض.
(٦) في ابن ماجة والقرطبي : على هذه الشية.
(٧) الشكال في الخيل أن تكون ثلاث قوائم منه محجلة والواحدة مطلقة (اللسان ـ شكل).