وفي الصحيح : إنما أنا قاسم ، بعثت أن أقسم بينكم فالله حاكم ، والنبىّ قاسم ، والحقّ للخلق.
وصحّ عن علىّ رضى الله عنه أنه قال : كان لي شارف (١) من نصيبي يوم بدر ، وأعطانى رسول الله شارفا من الخمس.
وروى مسلم وغيره ، عن عبد المطلب بن ربيعة قال (٢) : اجتمع ربيعة بن الحارث ، والعباس ابن عبد المطلب ، فقالا : والله لو بعثنا هذين فقالا لي ، وللفضل بن عباس : اذهبا إلى رسول الله فكلّماه يؤمنكما على هذه الصدقة ، فأدّيا ما يؤدّى الناس ، وأصيبا ممّا يصيب الناس ، فبينما هما في ذلك إذ دخل علىّ بن أبى طالب ، فوقف عليهما ، فذكرا ذلك له ، فقال علىّ : لا تفعلا ، فو الله ما هو بفاعل. فابتدأه ربيعة بن الحارث فقال : والله ما هذا إلا نفاسة منك علينا ، فو الله لقد نلت صهر رسول الله فما نفسناه عليك. فقال علىّ : [أنا] (٣) أبو حسن القوم أرسلوهما ، فانطلقا ، واضطجع علىّ ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة ، فقمنا عندها حتى جاء ، فأخذ بآذاننا ، ثم قال : أخرجا ما تصرّران (٤) ؛ ثم دخل ، ودخلنا عليه ، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش ـ قال : فتزايلنا (٥) الكلام ، ثم تكلم أحدنا ، فقال : يا رسول الله ؛ أنت أبرّ الناس ، وأوصل الناس ، وقد بلغنا النكاح ، فجئناك لتؤمّرنا على بعض هذه الصدقات ، فنؤدّى إليك ما يؤدّى الناس ، ونصيب كما يصيبون.
قال : فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلّمه. قال : وجعلت زينب تلمع إلينا من وراء الحجاب ألّا تكلّماه.
ثم قال : إنّ الصدقة لا تحلّ لآل محمد ؛ إنما هي أوساخ الناس ، ادعوا لي محميّة ـ وكان على الخمس ، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. قال : فجاءاه. فقال لمحمية : أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل بن عباس [ـ يعنى لي ،] (٦). فأنكحه (٧).
وقال لنوفل بن الحارث : أنكح هذا الغلام بنتك ـ يعنى لي ، فأنكحنى. وقال لمحمية: أصدق عنهما من مال الخمس كذا وكذا. وفي رواية أنّه قال لهما : إن الصدقة أوساخ الناس ، ولكن انظروا إذا أخذت بحلقة الجنة ، هل أوثر عليكم أحدا؟
__________________
(١) الشارف من السهام : العتيق القديم. ومن النوق : المسنة الهرمة كالشارفة (القاموس).
(٢) صحيح مسلم : ٧٥٢.
(٣) ليس في ل.
(٤) تصرران : تجمعانه في صدوركما من الكلام.
(٥) في ل : فتراءينا. وفي مسلم : فتواكلنا.
(٦) من ل.
(٧) في ل : فأنكحنى.