إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أحكام القرآن [ ج ٢ ]

أحكام القرآن [ ج ٢ ]

192/522
*

لا تعرف ، وما زلنا مدة الطلب نقرع بابها ونجذب (١) حجابها إلى أن فتح الله تعالى منها بما سردناه لكم وجلوناه عليكم في تسع وثلاثين مسألة :

المسألة الأولى ـ في سبب نزولها :

وفيه روايات مختلفة من طرق كثيرة لو سردناها بطرقها ، وسطّرناها بنصوصها ، وكشفنا عن أحوال رواتها بالتجريح (٢) والتعديل لا تسع الشرح ، وطال على القاري البرح ، فلذا نذكر لكم من ذلك أيسره وورد (٣) في الكتاب الكبير (٤) أكثره ، فنقول :

روى الترمذي (٥) ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبى النّضر ، عن باذان مولى أم هانئ ، عن ابن عباس ، عن تميم الدارىّ في هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ...) ، برئ منها الناس غيرى وغير عدىّ بن بدّاء (٦) ، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام ، فأتيا الشام لتجارتهما ، وقدم عليهما مولى لبنى سهم يقال له بديل بن أبى مريم بتجارة ، ومعه جام (٧) فضة يريد به الملك ، وهو عظم تجارته (٨) ، فمرض ، فأوصى إليهما ، وأمرهما أن يبّلغا ما ترك أهله.

قال تميم : فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ، ثم اقتسمناها (٩) أنا وعدىّ ابن بدّاء ، فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا ، وفقدوا الجام ، فسألونا عنه ، فقلنا : ما ترك غير هذا ، وما دفع إلينا غيره.

قال تميم : فلما أسلمت بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة تأثّمت من ذلك ، فأتيت أهله ، فأخبرتهم الخبر ، وأدّيت إليهم خمسمائة درهم ، وأخبرتهم أنّ عند صاحبي مثلها ، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألهم البيّنة ، فلم يجدوا ، فأمرهم أن يستحلفوه بما يقطع به على أهل دينه ، فحلف فأنزل الله عز وجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...)

__________________

(١) في ل : ونخرق.

(٢) في ا : بالترجيح.

(٣) في ا : ونذكر.

(٤) في ل : الكتب أكثره.

(٥) سنن الترمذي : ٥ ـ ٢٥٨.

(٦) في أسباب النزول ١٢٢ : عدى بن زيد ، والمثبت في الترمذي أيضا.

(٧) جام : إناء.

(٨) عظم تجارته : أى معظمها.

(٩) في الترمذي : ثم اقتسمناه.