وقال : (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين)(١).
يا هشام! إنّ الله تعالى يقول في [كتابه] : (٢) (اِنَّ في ذلك لمن كان له قلبٌ)(٣) يعني : عقلٌ.
وقال : (ولقد آتينا لقمان الحكمة)(٤) قال : الفهم والعقل.
يا هشام! إنّ لقمان قال لابنه : «تواضع للحقِّ تكن أعقل الناس [وإنّ
____________
= (ولقد آتينا موسى الهدى)أي ما يهتدي به في الدين من المعجزات والتوراة والشرائع.
(وأورثنا بني إسرائيل الكتاب) أي وتركنا عليهم بعده التوراة.
(ذكرى) أي تذكرة أو مذكِّراً.
(لاَُولـي الاَلبـاب) أي لذوي العقول السليمـة عن اتّباع الهوى فإنّهم المنتفعون بـه.
(١) سورة الذاريات ٥١ : ٥٥.
وقد خاطب الله تعالى في هذه الآية نبيّه صلى الله عليه وآله بالاستمرار في الذكر وعدم الاعتناء بالجاهلين الّذين لا يعون ولا يتدبّرون دعوته ، فإنّ شأنه صلى الله عليه وآله الاِفاضة ونشر التعليم وبسط القوى الروحية ولم ينتفع بذلك إلاّ المؤمنون.
(٢) من الكافي.
(٣) سورة ق ٥٠ : ٣٧.
ذكر عليه السلام أنّه ليس المراد بالقلب هو العضو الصنوبري الخاصّ الموجود في جوف الاِنسان وسائر البهائم ، بل المراد منه هو العقل الذي يدرك المعاني الكلّية والجزئية ، ويتوصّل إلى معرفة حقائق الاَشياء ، وهو في الحقيقة الكيان المعنوي للاِنسان.
(٤) سورة لقمان ٣١ : ١٢.
أشارت الآية إلى نعمته تعالى على لقمان فقد وهبه الحكمة وهي من أفضل النعم وأجلّها.
«الفهم والعقل» يعني إعطاء الله الفهم والعقل ، وعليها مدار الحكمة ، فكان إعطاؤهما إعطاؤها.