وقال : (أمّن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمـة ربّـه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أُولوا الاَلباب)(١).
وقال : (كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أُولوا الاَلباب)(٢).
وقال : (ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب * هدىً وذكرى لاَُولي الاَلباب)(٣).
____________
= (كمن هو أعمى) أي أعمى القلب ، فاقد البصيرة ، لا يهتدي إلى الحقّ.
وقد دلّت الآية الشريفة على التعجّب والاِنكار على من يدّعي المساواة بين العالِم بأحكام القرآن وبين غيره مع أنّ الفرق بينهما كالفرق بين الاَعمى والبصير ، والحيّ والميّت!
(١) سورة الزمر ٣٩ : ٩.
(أمّن هو قانت) قائم بما يجب عليه من الطاعة.
(إنّما يتذكّر أُولوا الاَلباب)أي إنّما يعلم كلّ الشريعة والمعارف الاِلـهيّة ومعارف القرآن كما هي أُولو العقول الكاملة البالغة إلى أعلى درجات الكمال وهم الاَئمّة عليهم السلام ، أو إنّما يتذكّر ويعلم الفرق بين العالِم المذكور والجاهل ذوو العقول الصافية ، وهم شيعتهم ، وقد ورد في أخبار كثيرة : أنّ الاَئمّة عليهم السلام هم الّذين يعلمون ، وأعداءهم الّذين لا يعلمون ، وشيعتهم أُولو الاَلباب.
وقد دلّت الآية الشريفة على التفاوت بين من يسهر ليله في طاعة الله وبين غيره الذي يقضي أوقاته بالملاهي والملذّات وهو معرِض عن ذِكر الله ، فكيف يكونان متساويين؟!
(٢) سورة ص ٣٨ : ٢٩.
(ليدّبّروا آياته) فيعرفوا معاني المحكمات ، ثمّ يعرفوا بدلالتها على أهل الذكر : معاني المتشابهات بوساطتهم بالسماع منهم.
(وليتذكّر) ويعلم جميع معانيه من محكماته ومتشابهاته بتوفيق الله تعالى.
(٣) سورة غافر ٤٠ : ٥٣ و ٥٤.