يا هشام! ثمّ مدح القلّة فقال : (وقليل من عبادي الشكور)(١). وقال : (وقليلٌ ما هم)(٢).
وقال : (وما آمن معه إلاّ قليلٌ)(٣)(٤).
____________
= «ثمّ مدح القلّة» استدلّ عليه السلام بالآيات الكريمة على مدحه قلّة المؤمنين وندرة وجودهـم ، وقـد صـرّحت الاَخبـار الـواردة عـن أهـل البيت عليهم السلام بذلك ، فقـد قال أبو عبدالله عليه السلام : «المؤمنة أعزّ من المؤمن ، والمؤمن أعزّ من الكبريت الاَحمر ، فمن رأى منكم الكبريت الاَحمر؟!».
ويعود السبب في هذه القلّة إلى أنّ الاِيمان الحقيقي بالله من أعظم مراتب الكمال التي يصل إليها الاِنسان ، وهناك موانع كثيرة تحول دون الوصول إلى هذا الاِيمان كانحطاط التربية وسوء البيئة وغيرهما من الحواجز التي تؤدّي إلى حجب الاِنسان عن خالقه ، وتماديه في الاِثم.
(١) سورة سبأ ٣٤ : ١٣.
(٢) سورة ص ٣٨ : ٢٤.
(٣) سورة هود ١١ : ٤٠.
(٤) نظراً لشدّة الاختلاف بين روايتي التحف والكافي في هاتين القطعتين نورد ما في الكافي كاملاً :
يا هشام! ثمّ ذمّ الله الكثرة فقال : (وإن تطع أكثر مَنْ في الاَرض يضلّوك عن سبيل الله).
وقال : (ولئن سألتهم مَنْ خلق السموات والاَرض ليقولنّ الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) [سورة لقمان ٣١ : ٢٥].
وقـال : (ولئن سألتهـم مـن نـزل مـن السمـاء مـاءً فأحيـا بـه الاَرض مـن بعد موتهـا ليقولنّ الله قـل الحمد لله بـل أكثرهـم لا يعقلون) [سورة العنكبوت ٢٩ : ٦٣].
يا هشام! ثمّ مدح القلّة فقال : (وقليل من عبادي الشَكور).
وقال : (وقليلٌ ما هم).
وقال : (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله) [سورة غافر ٤٠ : ٢٨].
وقال : (ومن آمن وما آمن معه إلاّ قليلٌ).