قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام (١)].
[يا هشام!](٢) اِنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في ك فقال : (فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أُولئك الّذين هداهم الله وأُولئك هم أُولوا الاَلباب)(٣).
____________
المذهب ، وسهل طريق الحِجاج فيه ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام ، حاضر الجواب. وكان أوّلاً من أصحاب الجهم بن صفوان ، ثمّ انتقل إلى القول بالاِمامة بالدلائل والنظر ، وكان منقطعاً إلى البرامكة ملازماً ليحيى بن خالد ، وكان القيّم بمجالس كلامه ونظره ، ثمّ تبع الصادق عليه السلام وانقطع إليه ، وتوفّي بعد نكبة البرامكة بمدّة يسيرة؛ وقيل : بل في خلافة المأمون.
وإنّ العامّة طعنوا فيه كثيراً ، ونسبوا إليه القول بالتجسّم ، وأنّ الاَصحاب أخذوا في الذبّ عنه تنزيهاً لساحته عن ذلك ، وخير دليل على مدحه هذه الوصيّة الجامعة لاَبواب الخير والفلاح.
انظر ترجمته في : الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٤٩ ، رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤ ، رجال الطوسي : ٣٢٩ رقم ١٨ و ٣٦٢ رقم ١ ، فهرست الطوسي : ٢٠٣ رقم ٧٨٣ ، رجال الكشّي : ٢٥٥ ـ ٢٨٠ ، الملل والنحل ١/١٦٤ ، معالم العلماء : ١٢٨ رقم ٨٦٢ ، رجال العلاّمة الحلّي : ١٧٨ رقم ١ ، سير أعلام النبلاء : ٢/٣١٣ رقم ٢٢٣٧ ، لسان الميزان ٦/١٩٤ رقم ٦٩١ ، جامع الرواة ٢/٣١٣ رقم ٢٢٣٧ ، فلاسفة الشيعة : ٦٣٣ ، معجم رجال الحديث ١٩/٢٧١ رقم ١٣٣٢٩ ، الاِمام الصادق والمذاهب الاَربعة ١/٣٩٩ ، و ٢/٧٨ ، أعلام الزركلي ٨/٨٥.
(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي.
(٢) من الكافي.
(٣) سورة الزمر ٣٩ : ١٧ ـ ١٨.
استدلّ الاِمام عليه السلام بهذه الآية الشريفة على تقديم ذوي العقول والبصائر السليمة على غيرهم ، كما دلّت الآية على وجوب النظر والفحص والاستدلال في تمييز الصحيح من الفاسد ، ولا يحصل ذلك إلاّ بإقامة الدليل والحجّة.
(فيتّبعون أحسنه) مثلما يستمعون أنّ الله عزّ وجلّ أرسل إلى عباده رسولاً ليهديهم إلى الحقّ وإلى صراط مستقيم ، ثمّ يستمعون ما يخالف ذلك وأنّه سبحانه وكّلهم إلى عقولهم المتباينة الناقصة ، لا شكّ هنا أنّ أصحاب العقول السليمة يتّبعون