ويقبلها منه بحضرة
جميع الأُمم الماضية؟ كلا : لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني الأُمّة التي وجبت
لها دعوة إبراهيم (كنتم خير أُمّة
أُخرجت للناس) وهم الأُمّة الوسطى ، وهم خير أُمّة أُخرجت للنّاس».
الحلف بالنبي
كناية
ربّما يحلف القرآن
الكريم بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كناية ، قال سبحانه : (لا أُقْسِمُ بِهذَا
الْبَلَد* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَد* وَوالدٍ وَما وَلَد* لَقَدْ خَلَقْنَا
الإنْسانَ في كَبَد).
والحِلُّ بمعنى
المقيم وكأنّه سبحانه يقول : وأنت يا محمد مقيم به ، وهو محلك وهذا تنبيه على شرف
البلد بشرف من حلّ به وهو الرسول الداعي إلى توحيده ، وإخلاص عبادته ، وبيان أنّ
تعظيمه له وقسمه به لأجله ولكونه حالاً فيه ، كما سميت المدينة طيبة لأنّها طابت
به حيّاً وميتاً.
وكأنّ الآية تشير
إلى المثل المعروف شرف المكان بالمكين ، وانّ قداسة مكة والداعي إلى الحلف بها هو
احتضانها للنبي يقول العلّامة الطباطبائي : والحل مصدر كالحلول بمعنى الإفاضة
والاستقرار في مكان ، والمصدر بمعنى الفاعل ، والمعنى : أقسم بهذا البلد ، والحال
انّك حال به مقيم فيه ، وفي ذلك تنبيه على تشرّف مكة بحلوله فيها وكونها مولده
ومقامه.
__________________