____________________________________
عشر الذين ظهروا علي
الناس في أزمنتهم وعرفوهم ولو في الجملة فالمراد بالغائب هو الإمام الثاني عشر
عجّل الله فرجه ، وقد أختلف الناس في وجوده وعدمه علي أقوال متشتتة ومذهب الإمامية
إنّه حي موجود غاب عن أنظارنا لمصالح كثيرة ، ويحتمل أن يكون المراد بالشاهد هو
الإمام الحي في كل زمان فينعكس الفرض في هذا الزمان فإنّ القائم مشاهد ، وهم الغيب
لأنّهم مضوا وقضوا نحبّهم فالقائم (ح) قطب هذا الزمان ، ونقطة دائرة الإمكان ، وهو
المدبّر في أمر الخلق المتصرّف في العالم بإذن الله تعالي ، وقد يقال : إنّ المراد
حال حضورهم مع الخلق وحال غيبتهم عمّا سوي الله ، ويسمّي بحال الفناء والمراقبة ،
وفإن لهم مع الله حالات كما في الحديث المعروف.
قوله : «وعلي ظاهركم» الخ اي وعلي سرّكم
وعلانيتكم فالمراد بظاهرهم أعمالهم الظاهرة وبباطنهم عقائدهم ونياتهم الباطنية علي
ما يظهر من بعضهم في تفسير قوله : «مؤمن بسرّكم وعلانيتكم» والظاهر أنّ المراد
بالظاهر مقام بشريتهم المشار إليها بقوله : «ان أنا الابشر مثلكم» وبالباطن هو
مقام قربهم إلي الحق واختصاصهم بمزايا الإمامة التي لا يدركها الا الخصيصون
والعارفون ، ويحتمل ان يراد بظاهرهم ظهورهم في زمن محمّد (ص) في هذه الهيا كل
الشريفة ، وبباطنهم كونهم في الإعصار السالفة مع الأنبياء السالفين كما يدلّ عليه
حكاية أمير المؤمنين عليه السلام مع الجنّي الذي كان في زمن نوح ، والجنّي الذي
كان في زمن سليمان ، وما ورد من أنّه (ع) كان مع الأنبياء باطناً ومع محمّد صلي
الله عليه وآله ظاهراً وباطناً