وهذا هشام بن
الحكم ، وهو من أبرز علماء الكلام من الامامية ، وذو منزلة عليا عند الامام الصادق
وولده الكاظم (عليهماالسلام) ، وهو في الشرف الباذخ من التكريم والتجلة لديهم ، وله
باع طويل في الاحتجاج لمبدأ الامامة ، ونصر فكر الأئمة في العقائد ، وله من
المؤلفات العدد الأكثر كما ذكر ذلك ابنالنديم والنجاشي .
وقد ذكر له
القرشي ثلاثين كتابا فيما تتبعه .
وقد عدد آلياسين
من مؤلفاته بأسمائها : اثنين وثلاثين كتابا
وقد قوبل
بالجحود ، ووجد عليه يحيي بن خالد البرمكي ، فوشي به الي الرشيد بأنه يقول
بالامامة ، وأن الامام اذا أمره بأمر نفذ ذلك.
ووقف الرشيد
علي هذا الأمر ، واستمع الي هشام يقول : «ان الامام اذا أمره بحمل السيف ، أذعن
لأمره ، ونفذ طلبه».
فأمر الرشيد
بالقاء القبض عليه ، فهرب هشام الي الكوفة مستخفيا ، ونزل علي بشير النبال ، وكان
من حملة الحديث ، فأخفاه.
ثم اعتل علة
شديدة ، والطلب عليه حثيث ، فقال له آتيك بطبيب؟ قال : لا؛ أنا ميت. ولما حضره
الموت قال لبشير : اذا فرغت من جهازي ، فاحملني وضعني في الكناسة ، واكتب رقعة : هذا
هشام بن الحكم الذي طلبه الرشيد مات حتف أنفه.
وكان الرشيد قد
أخذ به اخوانه وأصحابه ، فاعتقلهم؛ ونفذ بشير الوصية ، فحضر القضاة والمعدلون
فشهدوا بذلك ، وكتب به الي الرشيد .
وهذا يونس به
عبدالله ، كثر حساده وأعداؤه ، لقوله بهذا الأمر ، حتي
__________________