المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
في حياة الايمان المشرق ألق وصفاء يخترق ضمير الكائن الانساني ، فيمنحه الدفء والحرارة ، ويمده بالنبض والحركة ، ويدفع به شوطا بعيدا في مضمار التكامل الاجتماعي. فاذا اقترن ذلك الايمان الخالص بالانابة المطلقة والاخبات المتصاعد ، التقي الهدف الأخلاقي الأمثل بالهدف الديني السليم ، وفي ضوء هذا الاغناء الفسيح تكون الثمار الايجابية مزدوجة العطاء ، وتعود الأطروحة واضحة الأبعاد ، فاذا أضفت لهذا وذاك : الثبات في المبدأ ، والصلابة في الحق ، والصبر علي المحن والشدائد ، خرجته بحصيلة أخلاقية وارفة الظلال ، تتفيأ المناخ الانساني المزدهر في رحاب العقيدة الراسخة ، وتستبق الوعي الحضاري بخطوات واثقة ، وتحتضن مدارج النضال المبدئي بقوة وروعة.
وهكذا كانت الأجواء التي عاشها هذا الامام العظيم موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، وهو ينهض برسالة السماء ، ويحيا مأساة الانسان ، ويعيش مظاهر الارهاب السياسي ، ويقارع جور الطواغيت اضطهادا لا تحده حدود ،