القدوة»
وفصل القول شيئا ما بقوله : «كان موسي بن جعفر من أجواد الحكماء ، ومن العباد
الأتقياء ، وله مشهد معروف ببغداد» .
وهنالك عشرات الشهادات في حق الامام (عليهالسلام) ، سردها الأستاذ
باقر شريف القرشي ، وتطلب من مظانها للباحثين عن المزيد .
والتأريخ حينما يصور هذه اللقطات ، فانما
ينزع الي الموضوعية المحدودة بأقلام هؤلاء العلماء ، والا ففضائله أسمي رفعة ، وأكثر
عائدية ، وأجل منزلة مما دونوه وأفادوه.
والذي بهرني حقا أن أجد هارون الرشيد
يغتصب نفسه اغتصابا ، فيدلي برأيه في الامام ـ مضطرا ـ لولده المأمون ، وقد دهش
المأمون باحترام الرشيد للامام وتقديمه وتعظيمه ، قال هارون : «يا بني : هذا امام
الناس وحجة الله علي خلقه ، وخليفته في عباده ، أنا امام الجماعة في الظاهر والغلبة
والقهر ، وانه والله لأحق بمقام رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مني ومن
الخلق جميعا ، والله لو نازعني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناه ، فان الملك
عقيم ...
يا بني : هذا وارث علم النبيين ، هذا
موسي بن جعفر ، ان أردت العلم الصحيح تجده عند هذا» .
ولئن ذكر القدامي جزءا يسيرا من ملامح
الامام القيادية والمرجعية. فقد أورد المحدثون شيئا من ذلك. وقد أورده أغلبهم
اقتضابا ، ومهما يكن من أمر ، فان ما ذكره القدامي والمحدثون يعتبر تبلورا محدودا
التصق بمرآة التأريخ فحكي توهجا لامعا في سيرة الامام وآثاره.
قال الدكتور زكي مبارك من رواد النهضة
الحديثة في مصر : «كان موسي
__________________