ابن عمك عمك أباعبدالله (عليهالسلام) ، فيخرج مني ما لا أريد ، كما خرج من أبيعبدالله (عليهالسلام) ما لم يكن يريد .
فقال له الحسين
: انما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه ، وان كرهته لم أحملك عليه ، والله
المستعان ، ثم ودعه وانصرف.
فقال له
أبوالحسن موسي بن جعفر (عليهالسلام) حين ودعه : «يا ابن عم؛ انك مقتول فأجد الضراب ، فان
القوم فساق ، يظهرون ايمانا ، ويسرون شركا ، وانا لله وانا اليه راجعون ، أحتسبكم
عند الله من عصبة» .
وأنت تري
الامام يدعي الي البيعة والتأييد رفيقا بالثائرين ، مشفقا عليهم ، لا يريد أن
يصطدم معهم في شيء ، وبالوقت نفسه لم يثبط من العزم ، ولم يقدح بالقضية ، وكان
صاحب فخ مرنا فيما استقبله به الامام ، فلم يرد اكراهه علي شيء ، وانما عرض عليه
أمرا لو شاء أن يدخل فيه لرحب به ، ولو كره ذلك لم يحمل عليه ، وقد لمس الامام
تصميم صاحب فخ ، فأشعره مصرحا بالحقيقة التي تلقاها من فيض ذلك العلم المخزون ، بأنه
مقتول ، وعليه أن يجد في القتال ، فالحاكمون فسقة يظهرون الايمان ويسرون الشرك ، فاستقبل
صاحب فخ ذلك برحابة صدر وصدق عزيمة ، فهو يعلم أن الامام يعني ما يقول.
يقول الأستاذ
محمدحسن آلياسين :
«ولم يكن
امتناع الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) عن تأييد ابن عمه بالخروج معه ، أو حث الناس علي بيعته
، أو اعلان وجوب الانخراط في صفوف الثائرين ، ناشئا من خوف من بطش السلطة ، أو
ايثار للحياة علي
__________________