يقرأ «سوّى عليهم» ـ مقصورا ، حكاه الأهوازى فى الموضح (١).
ووجهه : أنه قصر الممدود ، وهو جائز بلا خلاف ، وإنما الخلاف فى مدّ المقصور ويقوى (٢) ذلك : أن «سوّى ، وسوّى» ـ بالكسر ، والضم ـ مقصوران ، فحمل المفتوحة عليهما.
وحكى بعضهم : «سواو» (٣) ـ بقلب الهمزة واوا ، وذلك : لأجل ضمها ؛ لأن الواو من جنس الضمة ، وكذلك فى «يس» ، لا غير [يريد : و (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) ..].
١١ ـ قوله تعالى : (أَنْذَرْتَهُمْ) (٤).
يقرأ ـ بهمزتين ، محققتين ، بلا فصل ـ وهذا هو الأصل : فالأولى للاستفهام ، والثانية : همزة «أفعل» ، ومنهم من يفصل بينهما بألف فرارا من توالى الهمزتين ؛ فإنهما مثلان مستثقلان.
وحكى فى الموضح تليينهما [أى تسهيلهما] ، وهذا فيه نظر ؛ لأن تليين الهمزة المفتوحة تقريب لها من الألف ، والألف لا يصح الابتداء بها ، ويزداد ذلك ضعفا لوقوع الثانية بعدها ملينة فكأنه جمع بين ألفين ، وأجاز بعض النحويين التليين ؛ لأن الهمزة ، وإن لينت فليست ألفا ، وما بقى منها من صوت الهمزة يصح الابتداء بها ، ولذلك جعلوا الهمزة الملينة بمنزلة المحققة ، فى مقابلتها لحرف صحيح ، وفى العروض ، وغير ذلك.
__________________
(١) نقل أبو البقاء ما حكاه الأهوازى فى الموضح فى قراءة «سوّى عليهم».
وعلل للقراءة.
والمشهور فى «سوى» قول ابن مالك :
«ولسوى ، سوى سواء اجعلا» ...».
واستشهد الأشمونى فى شرحه لما ذكر ابن مالك ٢ / ٢٦١ بتحقيقنا.
(٢) فى (ب) ويقرى».
(٣) لعلها لهجة غير مشهورة.
(٤) الأصل تحقيق الهمزتين ، «بلا فصل : إذ الهمزة الأولى للاستفهام ، والثانية من صيغة أفعل».
ومن فصل بينهما بألف يكون قد فرّ من توالى الهمزتين ، فرارا من الثقل ... والتليين فيه نظر لما ذكره أبو البقاء.