ووجهه : أن يكون سكن اللام من «أنزل» وألقى عليها حركة الهمزة ، فالتقت اللامان ، وسكنت الأولى ، وأدغمت فى الثانية ، فصار «أنزلّيك».
٩ ـ قوله تعالى : (يُوقِنُونَ) (١) :
يقرأ ـ بالهمز ـ وهو بعيد ؛ لأن أصل الواو ياء ساكنة ، مضموم ما قبلها ، وحكمها : أن تقلب واوا ؛ لتجانس الضمة قبلها ، فأما من همز فشبهته فى ذلك من وجهين :
أحدهما : أن الواو الساكنة قد جاورت الضمة ، فكأنها مضمومة ؛ لأن من عادة العرب أن يجروا المجاور مجرى المجاور ، ولذلك : همزوا «أوائل» كما همزوا «كساء» لأنهم أجروا مجاور الظرف ، وقد جاء فى الشعر «المؤقد» و «مؤسى» .. بالهمز ، لما ذكرنا (٢) وإذا كانت الواو مضمومة ضمّا لازما جاز همزها ، مثل «أقّتت» و «أجوه».
والوجه الثانى : أنه نبه بالهمز : على أن الفعل الماضى منه فى أوله همزة ، وهو «أيقن».
١٠ ـ قوله تعالى : (سَواءٌ) :
__________________
(١) أعرب (هُمْ يُوقِنُونَ) أبو البقاء فى «التبيان ...».
حيث قال : «هم» مبتدأ ، ذكر على جهة التوكيد.
ولو قال وبالآخرة يوقنون لصح المعنى ، والإعراب.
ووجه التوكيد فى «هم» تحقيق عود الضمير إلى المذكورين ، لا إلى غيرهم ، و (يُوقِنُونَ) الخير.
وأصله : «يؤقنون» لأن ماضيه «أيقن» والأصل : أن يؤتى فى المضارع بحرف الماضى ، إلا أن الهمزة حذفت ـ لما ذكرنا ـ فى «يؤمنون ، وأبدلت الياء واوا لسكونها ، وانضمام ما قبلها» ١ / ١٩ ، ٢٠ ـ التبيان ...
وقال العكبرى فى (يُؤْمِنُونَ) :
«فإذا قلت : «نؤمن» وتؤمن ، ويؤمن» جاز لك فيه وجهان :
أحدهما : الهمز : على الأصل ، والثانى قلب الهمزة واوا تخفيفا ، وحذفت الهمزة الوسطى حملا على «أومن» والأصل : يؤأمن ... ١ / ١٧ ، ١٨ التبيان.
(٢) يريد قول جرير : لحبّ المؤقدان إلى مؤسى ١ / ٤٧ المحتسب.