نصبا» (١).
٢٩٤ ـ قوله : (الطَّاغُوتُ) :
يقرأ «الطواغيت» ـ على الجمع ـ ، وأصل «طاغوت» من «طغا يطغو ، ويطغى» لغتان.
وكان قياسه «طغووت» أو «طغيوت» : فقدمت الواو ، والياء على الغين ، وقلبت ألفا ؛ لوجود علة القلب ، فوزنه ـ الآن ـ «فلعوت» ، والواو ، والياء زائدتان ، ومثله «ملكوت ، ورهبوت» ثم جمع على القلب ، ولو جمع على الأصل لقيل «طغاويت» أو «طغاييت» (٢).
٢٩٥ ـ قوله : «أنا أحى» :
يقرأ ـ بإثبات الألف ـ من «أنا» : أجرى الوصل مجرى الوقف ، وقد جاء ذلك فى الشعر ، قال الشاعر (٣) :
أنا سيف العشيرة ، فاعرفونى |
|
حميدا ، وقد تذرّيت السناما |
وقال آخر (٤) :
__________________
(١) قال أبو البقاء : «... والرشد» ـ بضم الراء ، وسكون الشين ـ هو المشهور ، وهو مصدر من «رشد» بفتح الشين ، يرشد ـ بضمها ، ويقرأ بفتح الراء ، والشين ، وفعله «رشد يرشد» مثل «علم يعلم». ١ / ٢٠٥ التبيان.
(٢) ذكر أبو البقاء : أن «الطاغوت» يذكر ، ويؤنث ، ويستعمل بلفظ واحد فى الجمع ، والتوحيد ، والتذكير ، والتأنيث ... وأصله : «طغيوت» لأنه من «طغيت تطغى ، ويجوز أن يكون من الواو ؛ لأنه يقال فيه «يطغو» أيضا ، والياء أكثر ، وعليه جاء «الطغيان» ثم قدمت اللام ، فجعلت قبل الغين ، فصار طغيوتا ، أو طوغوتا ، فلما تحرك الحرف ، وانفتح ما قبله قلب ألفا ، فوزنه الآن «فعلوت» وهو مصدر فى الأصل ، مثل «الملكوت ، والرهبوت» ١ / ٢٠٥ التبيان. وانظر ما رواه ابن جنى عن قطرب فى كتابه الكبير ١ / ١٣٣ المحتسب.
(٣) الشاعر : حميد بن بحدل الكلبى ، واستشهد ابن يعيش بالبيت على أن «أنا» بكمالها الاسم ... والبصريون يقولون : الألف والنون الاسم. ٣ / ٩٣ شرح المفصل ، وفى خزانة الأدب : استشهد بالبيت .. على أن ثبوت ألف «أنا» فى الوصل عند غير بنى تميم ، لا يكون إلا فى الضرورة ...» ٢ / ٣٩٠ الخزانة.
(٤) الراجز : هو : عمر بن يثربىّ ، ... والبيت من الرجز.