بوجود ذهنيّ.
فالجزئيّ جزئي بالحمل الأوّليّ ، كلّي صادق على كثيرين بالحمل الشائع (١) ؛ واجتماع النقيضين ممكن بالحمل الأوّليّ ، ممتنع بالحمل الشائع (٢) ، واللا ثابت في الذهن لا ثابت فيه بالحمل الأوّليّ ، ثابت فيه بالحمل الشائع.
__________________
(١) فالتناقض بينهما يرتفع باختلاف الحمل. فيقال : «الجزئي جزئيّ بالحمل الأوّلي» أي مفهوم الجزئيّ (الموضوع) نفس مفهوم الجزئيّ (المحمول). وبعبارة اخرى : مفهومهما واحد ، وهو ما يمتنع صدقه على كثيرين. ويقال : «الجزئيّ ليس بجزئيّ بالحمل الشائع» أي مفهوم الجزئيّ ليس مصداق مفهوم الجزئيّ ، بل مفهومه مصداق مفهوم الكلّيّ. ويمكن رفع التهافت بينهما باختلاف الموضوع. فيقال : «الجزئيّ بالحمل الشائع جزئيّ» أي مصداق الجزئيّ ـ كزيد وبكر ـ جزئيّ. ويقال : «الجزئيّ بالحمل الأوّليّ ليس بجزئيّ» أي مفهوم الجزئيّ ليس بجزئيّ بل هو كلّيّ.
(٢) لا يخفى أنّه لا يرفع التهافت بينهما باختلاف الحمل ، وذلك لعدم صحّة قوله : «اجتماع النقيضين ممكن بالحمل الأوّلي» ولا قوله : «ممتنع بالحمل الشائع».
أمّا الأوّل : فلأنّه يرجع إلى أنّ مفهوم «اجتماع النقيضين» نفس مفهوم «ممكن» ، وليس كذلك ، بل الصحيح أن يقال : «اجتماع النقيضين ممكن بالحمل الشايع» أي مفهوم اجتماع نقيضين ـ وهو أحد المفاهيم الثابتة في الذهن ـ مصداق لمفهوم الممكن.
وأمّا الثاني : فلأنّه يرجع إلى أنّ اجتماع النقيضين مصداق لمفهوم الممتنع ، وهو ممنوع ، لعدم وجود المصداق لهما أصلا.
بل الصحيح أن يرفع التهافت باختلاف الموضوع ، فيقال : «اجتماع النقيضين بالحمل الشائع ممتنع» أي مصداق اجتماع النقيضين ممتنع ، فلا مصداق له. ويقال أيضا : «اجتماع النقيضين بالحمل الأوّلي ليس بممتنع» فإن مفهومه اتّحاد أمرين متنافيين ، لا الممتنع.