مجردّة كلّما
تعقّلت معقولا صارت هي هو.
فإنّا
نقول : خروج النفس
المجرّدة من القوّة إلى الفعل باتّحادها بعقل بعد عقل ليس من باب الحركة المعروفة
الّتي هي كمال أوّل لما بالقوّة من حيث إنّه بالقوّة ، وإلّا استلزم قوّة
واستعدادا وتغيّرا وزمانا ، وكلّ ذلك ينافي التجرّد الّذي هو الفعليّة التامّة
العارية من القوّة.
بل المراد بكون
النفس مادّة للصور المعقولة اشتداد وجودها المجرّد من غير تغيّر وزمان ، باتّحادها
بالمرتبة العقليّة الّتي فوق مرتبة وجودها بإفاضة المرتبة العالية ، وهي الشرط في إفاضة المرتبة الّتي هي فوق ما
فوقها .
وبالجملة : مادّيّة
النفس للصور المجرّدة المعقولة غير المادّيّة بالمعنى الّذي في عالم الأجسام نوعا
، وناهيك في ذلك عدم وجود خواصّ المادّة الجسمانيّة هناك.
لا
يقال : الحجّة منقوضة بنفس المادّة ، فإنّها في نفسها جوهر
موجود بالفعل ولها قوّة قبول الأشياء ، فيلزم تركّبها من صورة تكون بها بالفعل
ومادّة تكون بها بالقوّة ، وننقل الكلام إلى مادّة المادّة ، وهلمّ جرّا ، فيتسلسل.
وبذلك يتبيّن أنّ الاشتمال على القوّة والفعل لا يستلزم تركّبا في الجسم.
لأنّه
يقال ـ كما أجاب عنه الشيخ ـ : إنّ المادّة
متضمّنة للقوّة والفعل ،
__________________