الأمور الكبيرة وكان ذا شخصية دينية واجتماعية فعندما يسير في أحد شوارع سامراء يقف له الجميع إجلالا واحتراما وتقديرا لمكانته المرموقة كذلك إنه كان أحد الثمانية عشر زعيما الذين مثلوا الشعب العراقي في مبايعة الملك فيصل الأول على عرش العراق فقد مثل عشائر قضاء سامراء ونواحيها جميعا وله الكلمة المشهورة عند ما بايع الملك فيصل الأول رحمه الله حيث قال مخاطبا الملك : (إننا نبايعك الملك ليس لأنك فيصل بل لأنك من سلالة الرسول المصطفى) (١) وقام الملك فيصل في زيارته إلى سامراء حيث دعي الملك من قبل كثير من شيوخ سامراء ولكنه اختار أن يزور سامراء ويكون ضيفا على السيد العابد لأنه بذلك يرضي جميع الداعين له (٢). وبتلك الزيارة استشاره الملك بتعيين أول قائمقام للحكم الوطني في سامراء وهو السيد أحمد بيك محمد صالح وكذلك أول رئيس لبلدية سامراء السيد محمود محمد صالح الذي بقي في منصبه إلى منتصف الخمسينيات. وكان الزعماء والساسة المعاصرون يترددون لزيارة السيد العابد كثيرا مثل رؤساء الوزراء نوري السعيد وياسين الهاشمي وعلي جودت الأيوبي وغيرهم وكان الهاشمي إذا استلم رسالة من السيد العابد يقبّلها احتراما قبل فتحها (٣) وانتقل السيد علي العابد إلى جوار ربه سنة ١٩٤٠ م. وخلفه ابنه الأكبر حسين العابد وقد شاهدته مرارا ووجدته منصفا كاملا حسن المعاشرة في كل وجه فلم أجد ما يمل فيه وإنما لمست منه لين الجانب حسن الصورة والمنطق وقوة البيان وله شخصية قوية وفريدة بالوقار وسمو الأخلاق والرجولة وزعامته التي اتسمت بالذكاء والكرم وفيه كل الصفات العربية الأصيلة.
كانت له مواقف كثيرة منها قيادة عشائر السوامرة وتمويلها بالمال والطعام والسلاح أثناء المعركة الكبيرة في الثلاثينيات بين عشائر السوامرة
__________________
(١) سجلات ديوان البلاط الملكي.
(٢) الملك فيصل الأول / د. الزبيدي.
(٣) رسائل متبادلة بين ياسين الهاشمي والسيد العابد.