السياسة العشائرية
في المنتفق
الوقائع تلهم ، وتؤدي إلى أمر أجل أعني معرفة العلاقة بالعشائر ، وقوتها ، وسيطرة الرؤساء واتجاههم وهكذا الأمر في العشائر ورغبتها ، والتوفيق بين آمال اولئك الرؤساء. وبذلك نعلم مكانة هذه الوحدة ، ووجه اتصالها.
ولا تكفي هذه المعرفة ، وإنما نحتاج إلى الاتصال بالوقائع ، وضرورة اتصالها بالدول. أدركنا الوضع المستمر بين آمال الامراء ، وآمال العشائر ، والانسجام بينهما دون تضاد ، ولعل هذه تتجلى بهذه الالفة. يدل على ذلك بقاء الإمارة مدة طويلة في سلطتها وسطوتها في كبح الزيغ والعمل للوئام.
فإذا رأينا السلطة مستمرة في امارتها ، ورأينا قلة الشموس في العشائر علمنا مراعاة المصلحة للاثنين ، والسيطرة المستمدة من الوضع أو كما يقال المستبدة ولكنها ليست بالقاسية. وإنما هي لخدمة تلك المصلحة. التناصر مشهود وغير منفك من جانب. وبذلك تكتسب العشائر الراحة بمن سهر لأمرها ، وناضل لصلاحها.
ويصعب ادراك قيمة هذه الإمارة بالنظرة البسيطة او الخاطفة ، ولكن في هذه الحالة تبدو هذه القيمة واضحة جدا. والتوغل في الوقائع وادراك كنهها يكشف عن المعرفة بوضوح زائد ، فلا يبقى خفاء في القدرة أو حسن