قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة الصَّفار إلى فرنسا

رحلة الصَّفار إلى فرنسا

272/324
*

وصلنا إلى الموضع الذي هو فيه. فألفيناه قاعدا على كرسيه وحوله عظماء دولته وخواص مملكته ، لابسين غليظ الذهب في أحسن زي وأجمل زينة.

فخاطبناه خطاب الملاقات بما يناسب ، فأجابنا بأضعاف ذالك من الملاطفة وحسن الثناء على جانب سيدنا نصره الله. وأنه يحمد الله ويشكره على ما حصل من تجديد المحبة وتأكيد المودة بينه وبين سيدنا نصره الله. وبالغ معنا في الأدب والمبرة ، فمكناه من كتاب سيدنا ، فقبضه قبض تعظيم ودفعه لوزيره.

ثم رجعنا من عنده لمحلنا ، فقدمت علينا من عنده مكاتب لنا ولبعض خواصه ممن معنا يعرضنا للعشاء معه. فرجعنا إليه وقت العشاء ، فألفيناه قد أحضر جميع وزرائه وكبراء دولته وأولاده ونسائه وبناته. وجلس معنا هو بنفسه على طبلة لا يميز من كان طرفها من هو في الطرف الآخر. جلس عليها نحوا من ٧٠ نفسا. عليها من الشموع التي في الحسك ١٦٠ ، والتي في الثريات من البلار نحو ١٧٠ شمعة. فجملة ما كان يوقد من الشموع وحدها ثلاثماية ونيف وثلاثون شمعة. ولم يدر على هذه الطبلة إلا أواني الذهب والفضة ، وأحضروا فاخر الأطعمة ولذيذ الحلاوي وطيب الفاكهة شيئا عجيبا. فلما فرغنا من الأكل قمنا وقام معنا هو ومن ذكر معه. فأخذ يتحدث معنا ويباسطنا بطيب الكلام ، ويقف مع كل واحد منا وحده ويسأل عنه وعن أحواله ، ومن هو وما يعمل ويؤنسه بما لذ من الكلام ، ثم يذهب لعند آخر حتى أعطى لكل واحد منا حظه من ذلك. ثم تأتي زوجته وبناته وجميع نسائه ، فيفعلن مثل فعله. فبالغوا معنا في الإلطاف والمبرة والبشاشة فوق النهاية ، وهذا مع كبير سطوته وعظيم مملكته.

والحاصل إن قلت انهم أخذوا تسعة أعشار الأدب والملاطفة والرقة ، لم تشك في ذالك. فرجعنا من عنده مكرمين معظمين. وكان ذالك يوم الثالث من قدومنا. وها نحن في انتظار قضاء الوطر ، نطلب الله تيسيره عن قريب.

وهذا ما وجب إعلامكم به. ويعود عليكم السلام من كاتبه ، محبكم ومحب الخير لكم محمد الصفار. كما يسلم عليكم صهرنا عوض والدنا سيدي محمد اللبادي ، ومحبنا سيدي الحاج العربي العطار ، والخليفة السيد أحمد العياط ، وجميع أصحابنا والكل بخير وعافية. كما نطلب منكم أن تسلموا على كافة أحبتنا وقرابتنا خصوصا المحب الأبر سيدي محمد الزواق والأرضي سيدي عبد الوهاب لوقش وأصهارنا سيدي عبد الغفور اللبادي وإخوته وأولاد عمنا ، وكافة أصحابنا وأهل ودنا