قد اسغيت عن فرسي برجلي |
|
إذا سافرت أو بغل كبوس |
وبطني سفرتي والجيب خرجي |
|
وهمياني فمي أبدا وكيسري |
وبيتي حين يدركني مساءي |
|
وأهلي كل ذي عقل نفيس |
انتهى ما يتعلق بدار الإسطنبا.
ثم بعد ذالك بنحو يومين ، ذهبنا لموضع يسمونه البنطيوا (١) وهو بناء عال جدا. وهو قبة عالية ارتفاعها من الأرض بنحو ربعماية ذراع ، ودارت بها أبنية. وهذا المحل تظهر منه باريز كلها ، وإذا كنت في أعلاه ترى الناس في الأرض كأنهم صبيان صغار. وهذا الموضع مدفن عظمائهم ، وقبورهم في مخادع تحت الأرض في صناديق من الحجر موضوعة على وجه الأرض وبها جثتهم مغلق عليها. وإلى جانب ذالك الصندوق ، زلافة مغلق عليها فيها قلب ذالك الميت ينزعونه منه ويطلونه بما يحفظه ، ويجعلونه في تلك الزلافة ويغلقون ، إشارة إلى أنه كان ذا قلب. وهناك تصاوير آدميين عظام الأجسام بيد واحد منهم تاج ، زعموا أنها صورة الزمان ، وأن من مات من الملوك نزع منه تاجه وألبسه آخر ، فهم يفنون ويموتون وهو لا يموت ، وبيد آخر سيف زعموا أنه الدين.
ومن خرافاتهم هنالك ، أن عمد قيم ذالك الموضع إلى ثقب في ركن وله منفذ تحت الأرض ، فجعل فمه عليه وأخذ يسئل الأموات ويجيبه صدا من تحت الأرض ، فيقول ما معناه ، كيف أنتم ويقول بخير ، فيجيبه الصدا بخير كأن الأموات يجيبونه ، وهو يجيب نفسه بنفسه. ويضرب في جلدة هنالك ، فيسمع تحت الأرض دوي عظبم كالصواعق ، كأن الأموات لهم هنالك مدافع يدفعون بها عن أنفسهم.
__________________
(١) البانتيون ويقابله بالفرنسية (Le Panthe؟on) ، بني في القرن الثامن عشر ليكون كنيسة. وعند قيام الثورة الفرنسية كرس من جديد لخدمة الآلهة القديمة ، ويعتبر من المدافن الرئيسية لكبار الشخصيات وعظمائهم في فرنسا.