تمسك القنطرة. فإذا كنت ماشيا على ظهرها تحس بها تهتز ، لأنها ليست منزلة على الأساس من تحت بل هي معلقة من فوق بما ذكر.
ومنها شكل آخر من الخشب كلها ، وعلى حاشيتها من فوق ضربوز من الحديد يمنع المار من الوقوع في النهر ، وهو فيها وفي غيرها ، إلا أنه في غيرها الغالب أن يكون بناء. وكل هذه القناطر تمر عليها الكراريص والأكداش. وهذه القناطر الغريبة الشكل كلها يعطي المار عليها لأنها مستحدثة ، حتى يستوفوا ما دفع فيها ثم تصير مجانا كغيرها. وكانوا قبل استحداث هذه القناطر الجديدة يعبرون من أحد الجانبين للآخر في الفلائك إن استبعدوا البلوغ لقنطرة أخرى من القناطر القديمة ، والذي يعطى عليها شيء قليل نحو فلسين من فلوسهم للماشي الراجل وضعف ذالك أو ثلاثة أضعاف للكروصة. وهذه أشكال القناطر في هذه المدينة وفي غيرها مما رأينا ، ولم نر أحدا يخوض نهرا بدابته ولا برجليه أبدا.
وفي وسط هذا النهر جزيرة هي أصل باريز القديم ، ويسمونها بما معناه باريز القديمة (١). ولهم بهذه الجزيرة كنيسة قديمة أكبر وأقدم ما عندهم من الكنائس بباريز (٢). وهذا النهر تسافر فيه المراكب والفلايك والبابورات كبارا وصغارا ، فهو مشحون بها في داخل المدينة. وفيه بيوت عظام من الخشب على شكل السفن الكبار ، إلا أنها مسقفة من فوق بسقف منها ، مفتوح وجهها الذي لجهة النهر ، مرساة في طرفه ثابتة ، معدة لغسل الثياب ، تعلوا عند زيادة النهر وتنزل عند نقصانه كما هو شأن المراكب.
وفيها أيضا كذلك بيوت أخر من الخشب هي حماماتهم هنالك معدة للاستحمام بداخلها بيوت صغار بإغلاقها ، وفي كل بيت حوض يملأ بالماء سخنا أو باردا أو بهما ليعتدل ، فمن أراد الاستحمام دخله ، وهذا حمامهم ، وليس عندهم حمام على شكل حماماتنا. وعندهم حمامات كثيرة في غير النهر المذكور ، بل بين
__________________
(١) المعروفة قديما بلوتيس (Lute؟ce) (باللاتينية :(Lutecia Parisiorum) (ويطلق عليها اليوم) La) (Cite ?.
(٢) ويتعلق الأمر بكاتدرائية نوتر دام دو باري (Notre Dame de Paris) المشهورة والواقعة فيما يسمى لاسيتي (La Cite ?)