وفي ١٦ ماي وقفنا
على الآثار التي بني عليها البرج والتي تدل على أن هذا المكان كانت به مدينة كبيرة
، فقد وجدنا الكثير من القبور الرومانية عليها نقوش لاتينية بعضها يكاد الزمن يمحي
حروفها تماما وبعضها الآخر لا زال مطمورا في التربة ، وهناك أحد النقوش في حالة
جيدة تدل على أنه قبر لرجل مع أمه وابنه وهناك نقش حجري آخر يفهم من كتابته أن هذه
المدينة المهدمة هي مستعمرة أوزيا (Colonia Auziensis) التي ورد ذكرها
في لوحة مسالك أنطونين. (Itinraire d\'Antonin)
وفي ١٧ ماي سارعنا
إلى الالتحاق بمعسكر الآغا ، فوجدناه بوطن حمزة (Hampsa) ، وكان قبل ذلك
قد تفقد محلة باي التيطري الذي لا زال مخيما بها بصحبة فرسانه للتصدي للقبائل التي
تقطن الجبال المجاورة ، وكان الآغا قد شن غارة عليها منذ فترة واستطاع في ظرف أيام
قليلة أن يأخذ منها ثمانمائة (٨٠٠) جمل وألفي (٢٠٠٠) خروف .
__________________