معرضا لأخطار
كبيرة ، لأن أعداءه يسهل عليهم الوصول إليه وتنفيذ مؤامراتهم التي يكونون قد
خططوها ضده ، ولقد ذهبنا نحن بدورنا برفقة القنصل الإنكليزي لتقديم تهانينا للداي
، فوجدناه في لباس الحفل الرسمي جالسا على جلد نمر في قاعة المجلس وأعضاء الديوان
يحيطون به ، وقد وضعت أمامه مائدة يتناول عليها وجبة الغداء في أطباق من الفخار ،
ويكون أول من يبدأ الأكل مع موظفيه السامين ، بعدها يأتي دور قدماء الإنكشارية
ويليهم الجند وفي الأخير تترك الموائد للعامة لتناول غدائها قبل أن تقدم للجند
القهوة والحلويات.
وأثناء ذلك تتم
الاستعدادات لمبارزة رسمية ، اعتاد الأتراك القيام بها بين بعضهم البعض ، فيغطى
المكان المخصص لهذه التمارين بالرمل ، ويتقدم إليها المتصارعون عراة إلا من سراويل
قصيرة جدا من الجلد المدهون بالزيت مثل أجسادهم لتكون ملساء ، وبعد الصلاة يتبارى
المتصارعون واحدا بعد الآخر ، ويقومون حسبما جرت العادة بحركات تؤهلهم للفوز
بالجائزة ، فالذي يطرح خصمه على الظهر يعتبر منتصرا ، وعندما لا تحسم المباراة
تؤجل إلى آخر أيام العيد لاستئناف المصارعة من جديد ، وتكون مصحوبة كما في اليوم
الأول بأنغام موسيقى الإنكشارية ، وبجانب هذه المبارزة يتسلى الشعب أيام العيد بكل
أنواع الألعاب التي ليس فيها ما يثير الانتباه ، وأثناء هذه الفترة وحتى بعد مضي
عدة أيام من حلول العيد فإنه يتوجب على المرء أخذ الحيطة حتى لا يصادف أحد الأتراك
سكيرا في أحد الأزقة ، لأن في ذلك مجازفة قد تؤدي إلى هلاكه ، فالتركي قادر على
ارتكاب أي حماقة لأقل إهانة قد يشعر بها ممن يقابله في الطريق.
ضواحي مدينة الجزائر
(المعروفة بالفحص) ذات تضاريس جبلية ولها مناظر تدخل البهجة والسرور على النفس ،
تتخللها أودية رطبة تتميز بخصوبتها ، تشاهد فيها الكثير من الحدائق بها أشجار
العنب والبرتقال واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة وغير المثمرة مثل السرو ، ولهذا
يفضل