المسؤولية فإن
الجميع يرغبون فيها ، أما الداي الذي يحكم الجزائر الآن فهو عبدي آغا وقد ضحى أخيرا ببعض موظفيه الكبار الذين تآمروا على شخصه
وذلك حتى يضمن سلامته ، وقد احتاط للأمر فاتخذ لهذا الغرض عددا من الجواسيس الذين
لا يخفى عن أعينهم إي شيء ، ورغم طيبة هذا الداي فهو يخشى أن تكون نهايته مثل سلفه
الذي انتهت حياته بالاغتيال ، وقد رأيت هذا الداي مصفر الوجه وهو يرتعد في اليوم الأول
من عيد الأضحى وهو المناسبة التي يمد فيها يده ليقبلها كل من حضر لتحيته فيكون
بذلك عرضة للاعتداء وهدفا سهلا للاغتيال ، وفي غير هذه المناسبة لا يمكن رؤيته
أبدا ، فهو يتخذ من تقدمه في السن حجة تعفيه من الاختلاط بالآخرين ، وهو مع ذلك
رجل ذو أريحية وصاحب خبرة في الحكم ، وقد برهن فعلا على كفاءته هذه ، فمنذ سنوات
استدعى الجند الذين كانوا غير راضين عن حكمه ، وبعد أن وجه إليهم خطابا برر فيه
سياسته أعلن تنازله عن كرسي الحكم وأخذ مكانه بين الآغوات الذي كان واحدا منهم قبل
توليه منصب الداي وتوجه إليهم قائلا : فليتقدم غيري ليشغل هذا المنصب الخطير ، ولم
يعد إلى كرسي الداي إلا بعد أن ألحوا عليه وقبل الجند طلبه بإعلان الولاء له.
مداخيل الداي ذات
قيمة معتبرة فقد قدرها لوجي دوتاسي بمائتي ألف
__________________
H.
D. de Grammont, op. cit