يطلق على رئيس
الحكومة بمملكة تونس تسمية الباي وهو لقب عسكري يعرف به عادة قائد الجيش أو رئيس
الفرق العسكرية المتجولة في الريف (المحلة) ، ولكون السلطة الحقيقية بيد ضباط
الحامية أو الوجاق ، فإن الداي بتونس يخضع للباي ، ويكلف برئاسة الديوان حسب الصلاحيات المحددة له ، ويليه
في المنزلة الشرفية الكاهية وهو المكلف بتطبيق أحكام العدالة بحيث يقوم بتنفيذ
الأحكام فورا ويتم الفصل في كل القضايا بسرعة ، وغالبا ما يكون العقاب ضربا بالعصا
، أما المسيحيون فيفصل في شؤونهم القناصل التابعون لهم ، بينما يتولى أمر اليهود
أحد القضاة العارفين بشؤونهم.
يتألف ديوان مملكة
تونس من الآغوات والبلوكباشيات والأوداباشيات ويرأسهم الداي أو الكاهية ،
ويتداولون في المسائل العامة ويبدون رأيهم في القضايا الخاصة ، بينما يتولى السلطة
الفعلية الباي الذي مضى على توليه الحكم سبعة عشر سنة ، وقد آلت إليه مقاليد
الإيالة إثر اغتيال سلفه إبراهيم الشريف وهو في طريقه عائدا من الجزائر حيث كان
أسيرا . وهذا ما جعل هذا الباي في خوف دائم من أن يلقى مصير سلفه.
__________________