أقول : وقد سمعت شيخا من المحتشمين (١) ذكر أن حجرا (٢) عربية (٣) بالكوفة ودقت فنفرت عن (٤) المصلى يوم عيد (٥) الأضحى أو الفطر ، وقد نشبت الريح بظبيتها (٦) ، فلم تزل تغرق فى العدو حتى حصلت بنواحى الجزيرة في اليوم (٧) الثاني ، فإذا (٨) بها وقد قطعت ثمانين فرسخا.
وذكر في التعليم الأول أن ركضها يكون إلى الجنوب أو إلى الشمال لا غير ، لا بشرق ولا بغرب ؛ وأن الخنازير هذه سبيلها وتسيل من أرحامها أعنى الخنازير والحجورة رطوبة ، كما يكون بعد الولاد (٩) ، يأخذها المدعون للسحر لأعمالهم ، وهي كالمنى وأرق منه ويسمونه حيوان الحبل (١٠) ، يسيل قليلا قليلا ، ويدل على حال استيداقها مطأطأتها (١١) الرؤوس (١٢) بعضها إلى بعض ملاعبة ، وإشالتها الأذناب محركة إياها (١٣) تحريكا متتابعا ، وربما زرقت بولها زرقا متواليا. وكذلك البقر في تحريك الأذناب وزرق البول والشابة منها أسرع استيداقا ، وخصوصا الخصية. والرمكة يسكن من (١٤) وداقها جزء ناصيتها ، كأن حركات الناصية تنشطها للخيلاء واللعب ، وذلك مما يحرك شهوتها. وذكورة الخيل لا تسالم الرماك فى المراعى مما لم تشبق ، بل يقبل على طردها في غير وقت الشبق. وكذلك الثيران فإذا اغتلمت اختلطت. والجمل يطرد الفرس عن المرعى. والحيوانات البحرية أيضا (١٥) لا تجتمع ذكورتها مع إناثها (١٦) في الرعى (١٧) إلى وقت الهياج. والبقر والخنازير والكلاب إذا شبقت ورمت أقبالها ، وقد تطمث الرماك طمثا يسيرا في مدد متقاربة ما بين شهرين وأربعة أشهر ، وربما تمادى (١٨) تأخره إلى ستة أشهر ، وللمعز والضأن (١٩) قبيل اشتهاء النزو والسفاد.
ويكثر ذلك في الرماك والأتن والبقر في أوان الشبق ، حتى يخرج شىء معتد به. وكلها
__________________
(١) المحتشمين : المتحشمين د ؛ المتجسمين سا
(٢) حجرا : (الحجر : الفرس الأنثى «لسان العرب»)
(٣) عربية : غربيته ط. (٤) عن : على د
(٥) عيد : ساقطة من ب ، د ، سا ، ط
(٦) بظبيتها : بطنها ط.
(٧) اليوم الوقت ط (٨) فإذا : وإذا ط.
(٩) الولاد : الولادة ط. (١٠) الحبل : الخيل ب ، د ، ط ؛ الحيل م
(١١) مطأطأتها : بمطأطأتها م
(١٢) الرؤوس : ساقطة من سا.
(١٣) محركة إياها : متحركة م.
(١٤) من : ساقطة من ب.
(١٥) أيضا : ساقطة م م. (١٦) إناثها : أناثيها م
(١٧) الرعى : المرعى سا ، ط.
(١٨) تمادى : تأدى سا
(١٩) والضأن : وللضأن د ؛ والظان ط.