الفصل الثالث
(ج) فصل (١)
فى مثل ذلك
ويذكر فيه أحوال النحل والزنابير (٢) واختلاف أخلاق الحيوانات
العقبان أجناس : فمنها جنس رستاقى (٣) يقرب من الناس ، وصياحه شديد ؛ وجنس آخر (٤) أصغر منه غيضى جبلى يأوى إلى ما يبعد عن المارة ؛ وجنس آخر أسود صغير خبيث (٥) ، أجلد من غيره يأوى أيضا الغياض والجبال ، وهو قيد الأرانب ، ويخصه تعهد فراخه ، وهو سريع الطيران حاد الصوت ؛ وجنس آخر أبيض اللون والريش ، قصير الجناحين ، طويل الذنب ، ذنبه كذنب رخمة ، عظيم الجثة ، نقيعى جبلى ، خسيس الجوهر ، يقهره الغربان ، طعمه من الجيف ، وهو أبدا يصيح من الجوع ؛ وجنس بحرى جبلى يأوى جبال البحر والشواطئ ، كبير العنق (٦) ، ضعيف الريش ، عريض الذنب ، وإذا اختطف صيدا قصد به جهة العمق من البحر كأنه يغيب عن المنازعين ؛ وجنس يقال له الخالص ، كأن سواه مدخول النسب هجين أو مقرف (٧) ، وهذا الخالص أعظم الأجناس قدا وأقوى وأبعد مسافة صوت ؛ وجنس أشقر يتعطل (٨) طرفى النهار ويصيد ما بين الغداة إلى العشى (٩). والمنقار الأعلى من العقاب فإنه ينشق ويتورم ويتعقف ، فيعطله ذلك عن الطعم ويهلك. والعقاب يدخر لفراخه ما يفضل عن الحاجة ؛ لأنه لا يلحق
__________________
(١) فصل. فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.
(٢) والزنابير : والرئاسة د ، سا ، ط ، م.
(٣) رستاقى : دستاقى سا ، م.
(٤) آخر : أيضا ب ، د ، م.
(٥) خبيث : وخبيث ط ، م.
(٦) العنق : العين ب.
(٧) مقرف : [قرف الشىء : خلطه ؛ المقرف من الخيل : الهجين (لسان العرب)].
(٨) يتعطل : متبطل ط ؛ متعطل م.
(٩) إلى العشى : والعشى م.