وهنا وضعفا في ضبط (١) ما يحتاج في ضبطه إلى زيادة وثاقة. وكذلك (٢) لو خلقت من (٣) أقل من (٤) عظمين كانت الوثاقة تزداد والحركات تنقص عن الكفاية ، وكانت الحاجة فيها إلى التصرف المتفنن بالحركات المختلفة أمس منها إلى الوثاقة المجاوزة للحد. وخلقت من عظام قواعدها أعرض ، ورءوسها أدق ، والسفلانية منها أعظم على التدريج حتى أن أدق ما فيها أطراف الأنامل ، وذلك ليحسن نسبة ما بين (٥) الحامل إلى المحمول. وخلق عظامها مستديرة لتوقى الآفات ، وصلبت وأعدمت التجويف والمخ لتكون أقوى على الثبات في الحركات وفي القبض والجر. وخلقت مقعرة الباطن محدبة الظاهر ليجود ضبطها على ما تقبض عليه (٦) ، ودلكها وغمزها لما يدلكه ويغمزه. ولم يجعل لبعضها عند بعض تقعير أو تحديب ليحسن اتصالها ، كالشىء الواحد إذا احتيج إلى أن يحصل منها منفعة عظم واحد. ولكن للأطراف (٧) الخارجة منها كالإبهام والخنصر تحديبا في الجنبة التي لا يلقاها منها إصبع لتكون بجملتها (٨) عند الانضمام شبيه (٩) هيئة الاستدارة التي تقى الآفات. وجعل باطنها لحيما (١٠) ليدعمها ويتطامن تحت الملاقيات بالقبض ، ولم يجعل كذلك من خارج لئلا يثقل وليكون الجميع (١١) سلاحا موجعا. ووفرت لحوم الأنامل لتتهندم (١٢) جيدا عند الالتقاء كالمتلاصق (١٣). وجعلت الوسطى أطول مفاصل ، ثم البنصر ، ثم السبابة ، ثم الخنصر حتى تستوى أطرافها عند القبض ، ولا تبقى فرجة ، ومع ذلك لتتقعر الراحة والأصابع على المقبوض عليه المستدير (١٤). والإبهام عدل لجميع الأصابع الأربع ، ولو وضع في غير موضعه لبطلت منفعته ، وذلك لأنه لو وضع في باطن الراحة عدمنا أكثر الأفعال التي لنا بالراحة ، ولو وضع إلى جانب الخنصر لما كانت اليدان كل واحدة منهما مقبلة على (١٥) الأخرى
__________________
(١) فى ضبطه : ساقطة من د ، سا ، م
(٢) وكذلك : ولذلك م
(٣) من (الأولى) : ساقطة من م
(٤) من (الثانية): + ثلاثة قبل أن يكون من د ؛ + ثلاثة مثل أن يخلق سا ؛ + ثلاثة مثل ما يخلق من ط.
(٥) نسبة ما بين : نسبية د ، سا ، م.
(٦) عليه : عليها د.
(٧) للأطراف : لأطراف ب ؛ الأطراف د ، سا ، م.
(٨) بجملتها : لجملتها د
(٩) شبيه : شبه ط.
(١٠) لحيما : لحميا د ، سا.
(١١) الجميع : الجمع ط.
(١٢) لتتهندم : ليهندم ط.
(١٣) كالمتلاصق : كالملاصق ط.
(١٤) المستدير : ساقطة من د ، سا ، م.
(١٥) الأخرى : الآخر د ، سا.